على التراخي وهناك مرتبة ذاتية مجتمعة دهرية.
والمعقول البسيط هنا ليس علة تامة بل معدة لهذه التفاصيل والنفس قابلة لها بخلاف ما هناك.
فعلى هذه الطريقة صور المعقولات عنده على وجه بسيط مقدس عن شوب القوة والكثرة.
وأشبه الأمثلة في هذا الباب قول بعض الحكماء: لو كان للأوليات وجود في الأعيان لا في النفس لأنها معان مجردة عن المادة لكانت نسبتها إلى لوازمها كنسبة الأول إلى معلوماته.
فإن قلت: على ما ذكرت أيضا يلزم كونه تعالى في مرتبة ذاته غير عالم بشيء من الموجودات الخارجية.
قلت: إن أردت بقولك إنه غير عالم بغيره في مرتبة ذاته أن ذاته في مرتبة ذاته ليس بحيث ينكشف له المعلومات فهو غير مسلم ولا هو في نفسه صحيح فإن كونه عاقلا للأشياء عين ذاته وإن كان كون الأشياء معقولة له عين ذواتها.
وإن أردت أن الممكنات المعلومة له ليست وجوداتها العينية وصورها العلمية واقعة في مرتبة وجوده أو داخلة في قوام ذاته فهو ممنوع.
ولا يصح غير ذلك فإن كل ما هو معقول له فهو معلول له سوى نفس ذاته المقدسة.
والمعلول كيف يساوق العلة في رتبة الوجود أو تقدم عليها وكما أنه لا يلزم من إيجاده تعالى للأشياء كون وجودها في مرتبة ذاته بل كونه بحيث يتبع وجوده وإيجاده وجود الأشياء وصدورها عنه فكذلك لا يلزم من عاقليته لها كون صورها العقلية في مرتبة ذاته بل كونه بحيث يلزم إضافة العالمية لا غير. والله أعلم بحقيقة الأمر.
فصل في مراتب علمه بالأشياء وهي العناية والقضاء والقدر والقلم واللوح ودفتر الوجود فالعناية على ما يراه المشاؤون ومن يحذو حذوهم كالمعلم الثاني والشيخ الرئيس وتلميذه بهمنيار نقش زائد على ذاته لها محل هو ذاته وهي عبارة عن علمه تعالى