الفلاسفة. فظن القوم أن كل اسم يوناني هو اسم فيلسوف فوجدوا فيها كلمات استحسنوها وذهبوا إليها وفرعوها رغبة في الفلسفة وانتشرت في الأرض وهم فرحون بها.
وتبعهم جماعة من المتأخرين وخالفوهم في بعض الأشياء إلا أن كلهم إنما غلطوا بسبب ما سمعوا من أسامي هائلة يونانية لجماعة صنفوا كتبا يتوهم أن فيها فلسفة وما خرجت الفلسفة من اليونان إلا بعد انتشار عامتهم وخطبائهم. انتهى.
وأما ما نقل عن أولئك الأعلام من الصوفية فيرد عليها ما يرد على مذهب المعتزلة بأن ثبوت المعدومات وتميزها غير صحيح بالضرورة سواء نسب إلى الخارج أو إلى الذهن وسواء كانت معدومات مطلقة أو صارت موجودة بعد عدمها في وقت من الأوقات.
والتفرقة تحكم بحت.
وأما مذهب القائلين بالمثل كأفلاطون ومن تبعه على ما هو المشهور فيرد عليه ما أورده المعلم الأول وأتباعه كالشيخ الرئيس في إلهيات الشفا.
وأيضا لا ريب أن تلك الصور موجودات عينية لا ذهنية.
فننقل الكلام إلى كيفية علمه تعالى بتلك الصور العينية قبل كونها فيلزم التسلسل أو القول بأن بعض الموجودات يصدر عنه تعالى بلا علم به متقدم عليه.
وقد هرب هذا القائل من القول بذلك إلى القول بالمثل فقد وقع فيما هرب عنه.
كيف ومن المستنكر أن يكون الباري تعالى محتاجا في إيجاد الموجودات إلى مثل لتكون دستورات لفعله وبرنامجات لصنعه.
وأما القول باتحاد العاقل بالصور العقلية على الوجه المشهور المذكور الذي يفهمه الجمهور.
فقد اعتنى الشيخ بيان استحالته وأبطل هو وغيره القول به بأن شيئا لا يصير شيئا آخر فإنه إن بقي الأول مع حصول الثاني فهما اثنان وإن بطل الأول وحصل