وأيضا التعلق بينهما على وجه يوجب لأن يحصل منهما واحد طبيعي هو نوع للإنسان وأن يكون شعورها بنفسها وبدنها شعورا بحيث يتألف من الإدراكين إدراك واحد كما صرح به بهمنيار في التحصيل ولهذا تنسب الأفعال سواء صدرت عن ذاتها أو عن بدنها إلى ذاتها فتقول: أدركت وجلست وتحركت.
وبين أن كل واحد مما ذكر لا يمكن أن يتحقق بين العلة ومعلولها. نعم البدن موضوع لتصرفات النفس ويجوز أن يكون القوى الحاصلة فيه من معلولاتها لا البدن بأجزائه.
فثبت أن نسبتها إلى البدن ليست نسبة علية إيجابية بل نسبة أخرى ونسبة الباري تعالى إلى جميع الأشياء ليست إلا قيومية الحقيقية كما ذكرنا.
فليست كنسبة سائر العلل الإمكانية فضلا عن أن يكون كنسبة النفس إلى بدنها. والله أعلم بحقيقة الحال.