الشديد والقتل لغيره بل لنفسه وربما بموت غيظا.
فإذا تأمل أحد من استتباع هذه الصفة المذمومة لتلك الآثار فيمكن أن يقيس عليها أكثر الصفات الموذيات والاعتقادات المهلكات وكيفية انبعاث نتائجها ولوازمها يوم الآخرة من النيران وغيرها.
وكذا حال أضدادها من حسنات الأخلاق والاعتقادات وكيفية استنباط النتائج والثمرات من الجنات والرضوان والوجوه الحسان.
لمولوي اى دريده پوستين يوسفان * گرك برخيزى ازين خواب گران گشته گرگان هر يكى خوهاى تو * مىدرانند از غضب اعضاى تو وهاهنا دقيقة وهي أنك إن اشتبه عليك أن الملكات والأخلاق الإنسانية والأعمال النفسانية بعد تسليم أنها سيصير أشباحا أخروية وأشخاصا برزخية موذية كالنيران والحيات والعقارب إن كانت الأخلاق ردية والأعمال قبيحة أو ملذة كالجنات والحور والغلمان إن كانت الأخلاق فاضلة والأعمال حسنة فكيف يتصل إيلامها وإلذاذها إلى هذا الشخص الإنساني الذي يكون صاحب هذه الأخلاق والأعمال وما سبب ارتباطها واتصالها به فاستمع متلطفا في سرك أن الإنسان في هذه الدار العنصرية والنشأة الهيولانية أيضا إذا أراد أن ينتقم بقوته الغضبية من عدو أو يسيء إليه أو أراد أن يفعل الخير بصديق أو يحسن إليه فإنما يفعل كلا من الفعلين الإساءة والإحسان أولا في نفسه ويلحق النفع أو الضر منه إلى نفسه بالذات ثم يتوسط وصول أحدهما إليه بالذات قد يصل إلى صديقه أو عدوه ثانيا وبالعرض. إذ علمت أن الأفعال الإرادية مسبوقة بتمثلات ذهنية وتصورات خيالية في كل صورة عقلية أو حسية يتصورها الإنسان فليست خارجة عن عالمه مباينة لذاته بل واقعة في صقعه داخلة في مملكة ذاته.
فإذا أحب أحدا مثلا فإنما يحب بالذات ما يوجد في نفسه وكذا إذا أبغض إنسانا فإنما يبغض أولا ما يتصور ويتمثل في ذاته وكلما يتحقق في ذاته وفي عالمه فهو هو بوجه كما لوحنا إليه مرارا.
فعلم من ذلك أن الإنسان ما أحب وما أبغض إلا ذاته. فإذا تحقق بذلك واتضح لديك كيفية تجسم الأعمال علمت أن الأخلاق الذميمة إذا تمثلت وتصورت