صدق الحمل بحسب مرتبة الذات في الواجب تعالى كما أن الإنسان والحيوانية المصدريتين الانتزاعيتين متأخرتان عن نفس الذات أي ذات الإنسان والحيوان ومفهوما المحمولين متحققان في مرتبة الماهية.
وبالجملة العقل يحكم ب: أن الموجودية التي ينتزع من ذاته تعالى أخيرا إنما يكون مطابق الحكم نفس ذاته تعالى في مرتبة ذاته أولا لنسبة مفهوم الوجود والموجودية.
ووجوب الوجود إلى حقيقة الواجب بالذات كنسبة الإنسانية إلى نفس ذات الإنسان لا كنسبة الزوجية إلى الأربعة من لوازم التي مطابق الحكم بها مرتبة متأخرة عن نفس الماهية فالوجود إما وجود نفسه أو وجود موضوعه.
قال بهمنيار في التحصيل: إذا قلنا: كذا موجود فلسنا نعني به أن الوجود معنا خارج عنه فإن كونه معنى خارجا عن الماهية عرفناه ببيان وبرهان وذلك حيث يكون ماهية ووجوده كالإنسان (الموجود) ولكنا نعني به أن كذا في الأعيان أو في الذهن وهذا على قسمين فمنه: ما يكون في الأعيان أو في النفس بوجود يقارنه ومنه: ما لا يكون كذلك (3)....
قيل: ولا يتوهمن من إطلاقهم لفظ القيام أو العروض أو الاقتضاء في باب الوجود أن للوجود صورة في الأعيان حتى يلزم أن يكون للوجود وجود ويؤدي ذلك إلى التسلسل الممتنع.
فإن الوجود ليس ما به يوجد الشيء في الأعيان أو في الأذهان إذ هو عبارة عن نفس تحقق الشيء وصيرورته في شيء منهما لا غير.
ولو كان الشيء يوجد بواسطة وجوده حتى يكون لوجوده قياما حقيقيا به لتسلسل الأمر إلى لا نهاية وما كان يصح وجود شيء في الأعيان حينئذ.
فإذن وجود الماهية موجوديتها