بعينه فإنها لا محالة اختلفت في حكاياتها عظما وصغرا وتحديبا وتقعيرا واستقامة واعوجاجا وصفاء وكدورة. مع أن المرئي في الجميع صورة واحدة بلا تفاوت. فكذلك حكم الممكنات في قبول تجلي الحق الأول وحكايتها عن ذاته.
ولنعطف عنان الكلام إلى ما كنا فيه ونرجع إلى حيث فارقناه وهو أن الواجب تعالى لا يحب إلا نفسه فمحبته لما سواه لا يؤدي إلى نقص فيه تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
وما ورد من الألفاظ في حبه لبعض عباده على وجه أخص من الوجه العام فهو يرجع إلى كشف الحجاب عن قلبه حتى يراه بقلبه وإلى تمكينه إياه من القرب منه وإلى إرادته ذلك به في الأزل لقوة استعداده الحاصلة له بالفيض الأقدس.
فحبه تعالى لمن أحبه أزلي مهما أضيفت إلى الإرادة الأزلية والعلم الأزلي بوجه نظام الخير.
وإذا أضيفت إلى فعله وتوفيقه إياه وهدايته وتسهيله سبيل الحق الذي يكشف به الحجاب عن قلب عبده فهو حادث في صدور حدوث السبب المقتضي له المسمى بالفيض المقدس. (فهو حادث في حدود السبب... م ش).
وأشير إلى الأول السعيد سعيد في الأزل والشقي شقي لم يزل.
وكذا قول أمير المؤمنين ع اعلموا علما يقينيا أن الله لم يجعل للعبد وإن عظمت حيلته وقويت كيدته واشتدت طلبته أكثر مما سمى له في الذكر الحكيم.
وإلى الثاني يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب.
فيكون تقرب العبد بالنوافل سببا لصفاء باطنه وارتفاع الحجاب عن قلبه وحصوله في درجة القرب من ربه. وكل ذلك من لطفه ومحبته الآثارية. ولا يفهم الفرق بين المحبة التي يجب تنزيه الله تعالى عنها وبين المحبة الخالية عن النقص إلا بمثال:
وهو أن الملك قد يقرب عبده من نفسه ويأذن له في كل وقت في