يحويان على حركتين في أربع حركات ففتحت الأقفال فرأيت بقية علوم الخزانة الأولى من هذا البيت غير أن تلك العلوم التي في الخزانة الأولى من هذا البيت يتعلق إهلاكها بأعيان الصفات وهذه العلوم التي في الخزانة الرابعة يتعلق إهلاكها بأعيان الذوات الموصوفين بتلك الصفات الهالكة فحصلت علومها أيضا لأتقيها وأجتنب الأفعال التي تطلبها بالخاصية وصور العلوم فيها أيضا على قدر ما تحويه المفاتيح من الحركات وهكذا هي علوم هذا المنزل كلها عددها على عدد حركات مفاتيحها ولها تفاصيل وأحوال أضربنا عن ذكرها مخافة التطويل ثم انتقلنا إلى البيت الثاني لأطلع أيضا على ما في خزائنه وهي أربع خزائن فجئت الخزانة الأولى فإذا عليها ستة أقفال على القفل الأول مفتاح واحد يحوي على أربعين حركة ولم أر للقفل الثاني مفتاحا ففتحته بالاسم ورأيت على القفل الثالث مفتاحا واحدا يحوي على حركة واحدة وفتحت القفل الرابع بمفتاحين وجدتهما عليه يحويان على تسعمائة حركة كل حركة لا تشبه الأخرى وفتحت القفل الخامس بمفتاحين وجدتهما عليه يحويان على خمسين حركة هندسية وجئت القفل السادس فلم أر عليه مفتاحا ففتحته بالاسم وقد يظهر لبعض المكاشفين الداخلين هذا المنزل هذا القفل السادس وعليه مفتاحان يحويان على عشر حركات وعدم المفتاح أصح من وجوده لهذا القفل في حضرة الخطاب الفهواني والذي يرى له المفتاح فإنما يراه من اللوح المحفوظ فلما فتحت هذه الخزانة رأيت صور العلوم المخزونة فيها على عدد حركات المفاتيح سواء لا ينقص ولا يزيد وهي علوم الفناء عن الأمر الذي يستند إليه من لا معرفة له بربه سبحانه وتعالى فحصلت جميع ما فيها من العلوم من علوم الفناء وكأنها تدل على حصر الأمور التي يستند إليها ثم خرجت من هذه الخزانة وجئت الخزانة الثانية فرأيت عليها ثلاثة أقفال على القفل الأول مفتاح وعلى الثاني مفتاحان وعلى الثالث مفتاح تحوي هذه المفاتيح على مائة وخمس وعشرين حركة ففتحت الخزانة فإذا علوم من صور علوم لا تؤخذ إلا عنه فهي مآخذ عزيزة المثال فحصلتها كلها في لحظة واحدة ثم جئت الخزانة الثالثة فإذا عليها أربعة أقفال على القفل الأول والثالث والرابع مفتاح مفتاح تحوي هذه المفاتيح على إحدى وسبعين حركة والقفل الثاني لا مفتاح له ففتحت تلك الأقفال بالمفاتيح والاسم فإذا صور العلوم التي أضل بها السامري قومه وما هدى فحصلتها لأتقي شرها وأخذت بها مصرفا مرضيا عند الله لا تبعة فيه ثم جئت الخزانة الرابعة وعليها ستة أقفال على القفل الأول والثاني والرابع والخامس مفتاح مفتاح والثالث لا مفتاح له والسادس عليه مفتاحان يحوي جميع المفاتيح على ثلاثمائة وتسع وستين حركة ففتحت الأقفال بالاسم الإلهي والمفاتيح فرأيت صور العلوم التي تحويه وهي العلوم التي تنال بالكسب لا بطريق الوهب وهي العلوم المدركة بالفكر فحصلتها بطريق العمل حتى لا تبرح مكتسبة ثم إني خرجت إلى البيت الثالث فدخلته فرأيت فيه ثلاث خزائن فقصدت الخزانة الأولى فإذا عليها خمسة أقفال على القفل الثاني ثلاثة مفاتيح والقفل الخامس لا مفتاح له وبقية الأقفال عليها مفتاح مفتاح ففتحتها بالاسم والمفاتيح فرأيت فيها صور علوم الاصطلام وهي من علوم الأحوال فحصلتها من طريقها وخرجت عنها وقصدت الخزانة الثانية فرأيت عليها أربعة أقفال القفل الثاني والرابع لا مفتاح عليه والقفل الأول عليه مفتاحان يحويان على خمسين حركة والقفل الثالث عليه مفتاح يحوي على مائتي حركة ففتحتها بالاسم والمفاتيح فإذا هي تحوي على علوم الخوف والمجاهدة وأحوال الشوق والاشتياق وعلم السعير من جهنم لا علم الزمهرير وعلم ما يكون عنه نضج الجلود في جهنم إذ لا يكون عن النار ولا عن الزمهرير بل عذاب متولد بينهما من مجاورة كل واحد منهما لصاحبه فيتولد من امتزاجهما حالة ثالثة ليس هي عين واحد منهما تلك الحالة الحادثة هي العذاب الذي به ينضج الجلود في جهنم وعلم تبديلها من أي حضرة تبدل وهو مشهد عظيم فإن التبديل قد ورد النص به في الجلود والسماوات والأرض ونفاه عن الخلق فقال لا تبديل لخلق الله ونفاه عن القول الإلهي فقال ما يبدل القول لدي وقال لا تبديل لكلمات الله كل هذا تتضمنه هذه الخزانة ثم جئت الخزانة الثالثة فرأيت عليها ستة أقفال فيها شبه بأقفال الخزانة التي خرجت منها إلى هذه فالقفل الثاني لا مفتاح له والقفل الأول له مفتاحان والقفل الثالث عليه ثلاثة مفاتيح والقفل الرابع والخامس لكل واحد منهما مفتاح والقفل السادس عليه مفتاحان تحوي هذه المفاتيح على ألف ومائة
(٥٨٥)