يحتمل أن يكون اتيانه بالتسليم عن غفلة لا انه عن التفات وبعد الاتيان بالتشهد وفى تلك الحال كان غافلا فلم يتحقق منه الفراغ البنائي أصلا مع أنه لا اشكال في جريان القاعدة في هذه الصورة:
فالمحصل ان ما ذكره هذا القائل لا يعرف له وجه ظاهر فالمتعين هو ما ذكرناه.
بقي الكلام في جريان قاعدة الفراغ في الصور الأربع التي ذكرناها للشك في الجزء الأخير عند الكلام في جريان قاعدة التجاوز فيه.
فالتحقيق ان جريان القاعدة في الصورتين الأوليتين - وهما صورة تحقق الشك مع عدم الاشتغال بشئ مناف أصلا وعدم تحقق السكوت الطويل الماحي لصورة الصلاة وصورة تحقق الشك مع الاتيان بالمنافي العمدي كالكلام بالنسبة إلى الصلاة انما يصح لو تحقق في الحالين اليقين بالفراغ ولو آنا ما اما مع عدم تحققه فنفس الحالين لا يحققان المضي والفراغ كما لا يخفى.
واما الصورتان الأخيرتان وهما صورة تحقق الشك مع الاشتغال بامر مرتب على العمل كالتعقيب بالنسبة إلى الصلاة وصورة تحقق الشك مع الاشتغال بالمنافي العمدي والسهوي فالقاعدة جارية فيهما.
أما جريانها في الأخيرة فواضح لانقطاع العمل بالاشتغال بالمنافي وتحقق الفراغ عنه وصدق مضيه كما لا يخفى.
واما جريانها في الثلاثة فلأن الاشتغال في الامر المترتب بعنوانه الخاص - كالاشتغال في التعقيب بما أنه تعقيب لا بما أنه دعاء أو ذكر مثلا - لا يكون الا بعد البناء على الفراغ واليقين بالانتهاء من العمل وذلك موجب لصدق المضي لانقطاعه بتبدل القصد هذا تمام الكلام في جريان قاعدة الفراغ عند الشك في الصحة للشك في الجزء.