مع وجود المسنات فقد خالفوه وهم يصححونه وأما نحن فلا نصححه لان أبا الزبير مدلس ما لم يقل في الخبر أنه سمعه من جابر هو أقر بذلك على نفسه روينا ذلك عنه من طريق الليث بن سعد، ثم لو صح لكان خبر البراء ناسخا له لان قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تجزى جذعة عن أحد بعدك) خبر قاطع ثابت ما دامت الدنيا ناسخ لكل ما تقدم لا يجوز نسخه لأنه كأن يكون كذبا ولا ينسب الكذب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الا كافر * واحتج من أجاز الجذاع من الضأن بخبر رويناه من طريق ابن وهب عن عمرو ابن الحارث عن بكير بن الأشج عن معاذ بن عبد الله بن حبيب عن عقبة بن عامر قال: ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بجذاع من الضأن * ومن طريق وكيع عن أسامة ابن زيد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن سعيد بن المسيب عن عقبة بن عامر (سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجذع من الضان؟ فقال: ضح به) * وبخبر رويناه من طريق يحيى بن سعيد القطان عن محمد بن أبي يحيى عن أمه عن أم بلال الأسلمية شهد أبوها الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم قالت: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ضحوا بالجذع من الضأن فإنه جائز) * ومن طريق الحجاج بن أرطأة عن ابن النعيمان (1) عن بلال بن أبي الدرداء عن أبيه (ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين جذعين) * ومن طريق الحجاج بن أرطاة عن أبي جعفر (ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين جذعين) * ومن طريق وكيع عن عثمان ابن واقد عن كدام بن عبد الرحمن عن أبي كباش ان أبا هريرة قال له: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نعم أو نعمت الأضحية الجذع من الضأن) * ومن طريق هشام بن سعد (2) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة ان جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا محمدان الجذع من الضأن خير من السيد من المعز)، وذكر باقي الخبر * ومن طريق سعيد بن منصور عن عيسى بن يونس عن إسماعيل بن رافع عن شيخ من أهل حمص (ان النبي صلى الله عليه وسلم وسلم قال:
(قال لي جبريل: يا محمد ان الجذع من الضأن خير من المسن من المعز) وذكر باقي الخبر * ومن طريق ابن أبي شيبة عن ابن مسهر عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن عبادة ابن أبي الدرداء عن أبيه (ان النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين جذعين) * ومن طريق سليمان بن موسى عن مكحول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فضحوا بالجذعة من الضأن والثنية من المعز) * قال أبو محمد: لا يحتج بهذه الآثار الا قليل العلم بوهيها فيعذر، أو قليل الدين يحتج بالأباطيل التي لا يحل أخذ الدين بها * أما حديث عقبة بن عامر الذي صدرنا به فمن طريق معاذ بن عبد الله ابن خبيب وهو مجهول، ورواية ابن وهب له غير مسندة لأنه ليس فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم عرف ذلك،