وهم لا يجعلون قول أسماء بنت الصدق نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا فأكلناه مسندا، ولا قول جابر: كنا نبيع أمهات الأولاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مسندا، ولا قول ابن عباس:
ان طلاق الثلاث كان يرد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الواحدة مسندا، وكلها في غاية الصحة، ويقولون: ليس فيها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعرف ذلك، ثم يجعلون هذا الخبر الساقط الواهي مسندا، وهذا قلة حياء واستخفاف بالكلام في الدين، وهو من طريق وكيع من رواية أسامة ابن زيد وهو ضعيف جدا عن مجهول * وأما حديث أم بلال فهو عن أم محمد بن أبي يحيى ولا يدرى من هي عن أم بلال وهي مجهولة ولا ندري لها صحبة أم لا؟ * وحديث أبي الدرداء وأبى جعفر كلاهما من طريق الحجاج بن أرطأة وهو هالك، وطريق أبي هريرة الأولى أسقطها كلها وفضيحة الدهر لأنه عن عثمان بن واقد وهو مجهول عن كدام بن عبد الرحمن ولا ندري من هو؟ عن أبي كباش الذي جلب الكباش الجذعة إلى المدينة فبارت عليه هكذا نص حديثه، وهنا جاء ما جاء أبو كباش وما أدراك ما أبو كباش ما شاء الله كان، وكذلك خبر الشيخ من أهل حمص وكفاك به * ومن طريق أبي هريرة الأخرى من طريق هشام بن سعد وهو ضعيف * وحديث مكحول مرسل * وحديث أبي الدرداء من طريق ابن أبي ليلى وهو سئ الحفظ، ثم لو صحت كلها بالأسانيد التي لا مغمز فيها لما كان لهم في شئ منها حجة لان الأضحية كانت مباحة في كل ما كان من الانعام بلا شك، وقد كان نزل حكمها بلا شك من أحد قبل قصة أبى بردة، وضحى أبو بردة وقوم معه بيقين قبل أن يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا تجزى جذعة عن أحد بعدك فلو صحت هذه الأخبار كلها لكان قوله عليه السلام لا تجزى جذعة عن أحد بعدك ناسخا لها بلا شك، ومن ادعى عودة حكم المنسوج فقد كذب إلا أن يأتي على ذلك ببرهان فكيف وكلها باطل لا خير في شئ منها؟ * وذكروا عن بعض السلف إجازة الأضحية بالجذع من الضأن فذكروا عن جعفر بن محمد عن أبيه ان علي بن أبي طالب قال: يجزى من الضأن الجذع، وعن حبة العرني عن علي مثله مع رواية جعفر بن محمد عن أبيه ان عليا قال: يجزى من البدن والبقر ومن المعز الثنى فصاعدا * وعن ابن عمر لان أضحى بجذعة سمينة أحب إلى من أن أضحى بجداء (1) * ومن طريق سعيد ابن منصور نا خالد بن عبد الله - هو الطحان - عن عبد العزيز بن حكيم سمعت ابن عمر يقول: لان أضحى بجذعة سمينة عظيمة تجزى في الصدقة أحب إلى من أن أضحى بجذع المعز مع قوله:
لا تجزى الا الثنية من الإبل. والبقر * وعن أم سلمة لان أضحى بجذع من الضأن أحب إلى من أن