وأولاده الصغار مسلمون أحرار حاشا أرضه وحمل امرأته فكل ذلك غنيمة وفئ ويكون الجنين مع ذلك مسلما، وأما امرأته وأولاده الكبار ففئ، وقال أبو يوسف: وأرضه له أيضا، وقال أبو حنيفة. فان أسلم في دار الحرب ثم خرج إلى دار الاسلام فأولاده الصغار أحرار مسلمون لا يغنمون وكل ما أودع عند مسلم، أو ذمي فله، ولا يغنم، وأما سائر ما ترك في أرض الحرب، أو عقار، أو أثاث، أو حيوان ففئ مغنوم، وكذلك حمل امرأته وهو مع ذلك مسلم فان خرج إلى دار الاسلام كافرا، ثم أسلم فيها فهو حر مسلم. وأما كل ما ترك من ارض: أو عقار، أو متاع، أو حيوان، أو أولاده الصغار ففئ مغنوم ولا يكونون مسلمين باسلامه * قال أبو محمد: لو قيل لانسان أسخف (1) واجتهد ما قدر على أكثر من هذا ولا تعرف هذه التقاسيم لاحد من أهل الاسلام قبله وما تعلق (2) فيها لا بقرآن، ولا بسنة، ولا برواية فاسدة، ولا بقول صاحب، ولا تابع، ولا بقياس، ولا برأي يعقل، ونعوذ بالله من الخذلان، بل هو خلاف القرآن والسنن في إباحته مال المسلم وولده الصغار للغنيمة بالباطل وخلاف المعقول إذا صار عنده فراره إلى أرض الاسلام بنفسه واسلامه فيها ذنبا عظيما يستحق به منه إباحة صغار أولاده للاسار والكفر وإباحة جميع ماله للغنيمة هذا جزاؤه عند أبي حنيفة وجعل بقاءه في دار الكفر (3) خصلة (4) حرم بها أمواله كلها حاشا أرضه وحرم بها صغار أولاده حاشا الجنين، هذا مع إباحته للكفار والحربيين تملك أموال المسلمين كما قدمنا قبل، وتحريمه ضربهم وقتلهم ان أعلنوا بسب رسول الله صلى الله عليه وسلم باقزع (5) السب وتكذيبه في الأسواق، فان قتل مسلم منهم قتيلا قتل به فكيف ترون؟ وهو أيضا خلاف الاجماع المتيقن لأنه لا يشك مؤمن. ولا كافر. ولا جاهل. ولا عالم في أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا أطوارا فطائفة أسلموا بمكة، ثم فروا عنها بأديانهم كأبي بكر. وعمر. وعثمان وغيرهم رضي الله عنهم ، وطائفة خرجوا كفارا، ثم أسلموا كعمرو بن العاصي أسلم عند النجاشي، وأبي سفيان أسلم في عسكر النبي صلى الله عليه وسلم، وطائفة أسلموا وبقوا بمكة كجميع المستضعفين من النساء وغيرهم قال الله تعالى: (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد ان أظفركم عليهم) إلى قوله (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم ان تطئوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما)، وكل هؤلاء إذ فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة رجع الخارج إلى داره،
(٣١٠)