ومنها المدينة خير من مكة، هكذا تصريح رويناه من طرق، أحدها من رواية محمد بن الحسن بن زبالة صاحب هذه الفضائح كلها المنفرد بوضعها عن يحيى بن عبد الرحمن عن عمرة بنت عبد الرحمن عن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: * والثاني من طريق محمد ابن عبد الرحمن بن الرداد بن عبد الله بن شريح بن مالك القرشي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة بنت عبد الرحمن عن رافع بن خديج عن النبي عليه السلام، ومحمد بن عبد الرحمن هذا مجهول لا يدريه أحد * والثالث من طريق عبد الله بن نافع الصايغ صاحب مالك عن محمد ابن عبد الرحمن بن الرداد المذكور عن يحيى بن سعيد عن عمرة قال رافع: قال رسول الله عليه السلام، وعبد الله بن نافع هذا ضعيف بلا خلاف، وابن الرداد مجهول، ومثل هذا الشارع العجيب لا يجوز أن يسلك عليه الا على هذه الزوايغ الوحشة * وهذا الخبر رويناه من طريق مسلم باسناد في غاية الصحة قال مسلم (نا عبد الله بن مسلمة القعنبي نا سليمان بن بلال عن عتبة بن مسلم عن نافع بن جبير بن مطعم قال: خطب مروان فذكر مكة وأهلها وحرمتها (ولم يذكر المدينة وأهلها وحرمتها) (1) فناداه رافع بن خديج (فقال) (2) أسمعك ذكرت مكة وأهلها وحرمتها ولم تذكر المدينة وأهلها وحرمتها.، وقد حرم رسول الله عليه السلام ما بين لابتيها (3) وذلك عندنا في أديم خولاني (4) ان شئتم أقرأتكم (5) فقال مروان: قد سمعت بعض ذلك) * قال أبو محمد: فهكذا كان الحديث فبدله أهل الزيغ عصبية عجل الله تعالى لهم بها الفضيحة في الكذب على رسول الله عليه السلام وصفة الحماقة، ونعوذ بالله من كل ذلك * قال على: هذا كل ما موهوا به قد أوضحناه. بالله تعالى التوفيق، ثم نورد الآثار الصحيحة والبراهين الواضحة في فضل مكة على المدينة وغيرها، أول ذلك حبس الله تعالى الفيل عنها وإهلاكه جيش راكبه إذ أراد غزو مكة، ثم قول رسول الله عليه السلام في غزوة الحديبية إذ بركت ناقته فقال الناس: خلات (6) فقال النبي عليه السلام: (ما خلات ولا هولها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل) وقال تعالى: (ومن دخله كان آمنا) وقال تعالى: (ان أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) وقال تعالى: (ان الصفا والمروة من شعائر
(٢٨٧)