موضوع لان في أحد طريقيه محمد بن الحسن بن زبالة وهو ساقط بالجملة قال فيه يحيى ابن معين: ليس بثقة وهو بالجملة متفق عن اطراحه، ثم هو أيضا عن أنيس بن يحيى مرسل ولا يدرى من أنيس بن يحيى، والطريق الأخرى من رواية أبى خالد وهو مجهول عن يحيى البكاء وهو ضعيف، ثم لو صح لما كانت فيه حجة لأنه إنما كأن يكون الفضل لقبره عليه السلام فقط والا فقد دفن فيها المنافقون وقد دفن الأنبياء عليهم السلام من إبراهيم. وإسحاق. ويعقوب. وموسى. وهارون. وسليمان. وداود عليهم السلام وغيرهم بالشام ولا يقول مسلم: إنها بذلك أفضل من مكة * ومنها (افتتحت المدائن بالسيف وفتحت المدينة بالقرآن). وهذا أيضا من رواية محمد الحسن بن زبالة المذكور بوضع الحديث، وهذا منم وضعه بلا شك لأنه رواه عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة عن النبي عليه السلام، ومثل هذا الشارع العجيب لا يجوز ان يسلك إليه إلا مثل هذه المزبلة، وهذا إسناد لا ينفرد بمثله الا ابن زبالة دون سائر من روى عن مالك من الثقات، ثم لو صح لما كانت فيه حجة في فضلها على مكة لان البحرين وأكثر مدائن اليمن كصنعاء والجند (1) وغيرها لم تفتح بسيف الا بالقرآن فقط وليس ذلك بموجب فضلها على مكة عند أحد من المسلمين * ومنها (ما على الأرض بقعة أحب إلى أن يكون قبري فيها منها) وهذا من رواية الكذاب محمد بن الحسن بن زبالة عن مالك عن يحيى بن سعيد مرسل، ثم لو صح لما كنت فيه حجة في فضلها على مكة لان رسول الله عليه السلام كره للمهاجرين وهو سيدهم ان يرجعوا إلى مكة ليحشروا غرباء مطرودين عن وطنهم في الله تعالى حتى أنه عليه السلام رثى لسعد بن خولة ان مات بمكة ولم يجعل للمهاجرين بعد تمام نسكه أن يبقى بمكة الا ثلاث ليال فقط، فإذ خرجت مكة بهذه العلة عن أن يدفن فيها النبي عليه السلام فالمدينة أفضل البقاع بعدها بلا شك * روينا من طريق البزار نا محمد بن عمر بن هياج نا الفضل بن دكين أبو نعيم نا محمد بن قيس عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه أبى موسى قال: مرض سعد بمكة فأتاه النبي عليه السلام يعوده فقال له: (يا رسول الله أليس (2) تكره أن يموت الرجل في الأرض التي هاجر منها؟ قال: بلى) وذكر باقي الخبر، فهذا نص ما قلنا، * والحمد لله رب العالمين * ومنها (اللهم انك أخرجتني من أحب بلادك إلى فأسكني أحب البلاد إليك) وهذا موضوع من رواية محمد بن الحسن بن زبالة المذكور عن محمد بن إسماعيل عن سليمان بن بريدة وغيره مرسل *
(٢٨٦)