بسم الله الرحمن الرحيم تصدير لم يكن بمقدوري يوم قدر لي أن أقدم كتابنا (معتمد العروة الوثقى) إلى الطبع من اصدار البحوث فيما يتعلق بالحج كاملة في جزء واحد نظرا لسعة الموضوع وكثرة مسائله.
إن هذه الكثرة وهذه التوسعة في مسائل الحج هي التي كانت مثار عجب واحد من كبار الرواة المختصين بالإمام الصادق (ع) وهو زرارة حيث تصدى للسؤال منه عن ذلك.
فقال: قلت لأبي عبد الله (ع): جعلني الله فداك أسئلك في الحج منذ أربعين عاما فتفتيني، فأجابه الإمام بما يزيل عنه هذه الحيرة قائلا.
يا زرارة بيت حج إليه قبل آدم بألفي عام تريد أن تفتى مسائله في أربعين عاما (1).
لذلك كان لا بد لي من ترتيب الكتاب على الاخراج بأجزاء ثلاثة وقد وفقني الله سبحانه لاصدار الجزء الأول منها مشتملا على البحث من أول الحج إلى آخر البحث عن الحج الواجب بالنذر، ومرة أخرى حالفني التوفيق (والحمد لله) لاصدار هذا الجزء - الثاني - والذي