الجزء الصاعد ومن الثاني الهابط فيكون أحدهما خفيفا صاعدا والآخر ثقيلا هابطا مع اتحادهما في الطبيعة والعنصر والماء والهواء والتربية.
فيدل ذلك على قدرة كاملة وحكمة شاملة يعجز العقول عن دركها وبيان لميتها فهذا القادر كيف يعجز عن جمع الأجزاء وتركيب الأعضاء وثالثها قوله تعالى: أفرأيتم الماء الذي تشربون ءأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون.
ووجه الاستدلال على ما في التفسير الكبير بوجوه أولها أن الماء جسم ثقيل بالطبع وإصعاد الثقيل على خلاف الطبع فلا بد من قادر قاهر يقهر الطبع ويسخره ويبطل الخاصية ويصعد ما من شأنه الهبوط والنزول.
وثانيها أن يكون تلك الذات المائية اجتمعت بعد تفرقها فلا بد لها من جامع بجمعها قطرة قطرة فمن جمع الأجزاء الرشية المائية للإنزال فهو قادر على أن يجمع أجزاء المبثوثة الترابية للبعث.
وثالثها تسيرها بالرياح.
ورابعها إنزالها في مظان الحاجة والأرض الجرز وكل ذلك دليل على جواز الحشر.
أما صعود الثقيل فإنه قلب الطبيعة فإذا جاز ذلك فلم لا يجوز أن يظهر الحياة والرطوبة من مادة التراب وأما الثاني لما قدر على جمع تلك الذرات بعد تفرقها فلم لا يجوز جمع أجزاء الترابية.
والثالث تسيير الرياح فإذا قدر على تحريك الرياح التي ضم بعض تلك الأجزاء المتجانسة إلى بعض فلم لا يجوز هاهنا.
الرابع أنشأ السحاب لحاجة الناس فحاجة الناس إليه كحاجتهم إلى إنشاء المكلفين مرة أخرى ليصلوا إلى ما استحقوا من الثواب والعقاب بل هذا أولى.
واعلم أن الله تعالى عبر عن هذه الدلالة في مواضع من كتابه فقال في الأعراف لما ذكر دلالة التوحيد: إن ربكم الله الذي خلق السماوات و الأرض... إلى