يحدث منها أمور عجيبة نادرة خارقة للعادات مرغمة لأنوف أعداء الله الجاهدين للنبوات قال الشيخ الرئيس في بعض كتبه: يشبه أن يكون ذلك حقا فإنه إن كان دعاء مستجاب فيكون سببه مثل هذا الجوهر وذلك لأنه كما يشاهد تغيرات المادة فيعقل صورة نظام الخير والكمال الذي يحسب هناك فيكون ما يعقل كذلك يجوز أن يكون مشاهدته لتغيرات الأحوال في سكان هذا العالم مما يحدث فيه تعقل الأمر الذي يدفع ذلك النقص والآفة ويجلب الخير فيتبع ذلك التعقل وجود الشيء المتعقل.
أقول: وإذا صح هذا فلأحد أن يتصور في مقابلة هذا المبدإ المدبر لهذا العالم على وجه الخير والصلاح المتكون من قوى بعض الأجرام الفلكية موجودا آخر نفسانيا متولدا من طبقة دخانية نارية يغلب عليه الشرارة والإغواء والإضلال ويكون له سلطنة بحسب الطبع على الأجسام الدخانية والبخارية ونفوسها الجزئية والطبائع الوهمانية ويطيعها تلك النفوس والقوى الوهمانية لمناسبة النقص والشرارة ويكون المسمى بإبليس الوارد على لسان النبوات هو هذا الشرير المغوي المضل وكونه مجبولا على الإغواء والإفساد والاستكبار وادعاؤه العلو كما ورد في الكتاب: أستكبرت أم كنت من العالين إنما هو بمقتضى طبعه الغالب عليه النارية الموجبة للإهلاك والعلو.
ووجه تأثيره في نفوس الآدميين بالشر أما من جانب المؤثر فللطافته وسرعة نفوذه في عروقهم ولطائف أعضائهم وأخلاطهم التي هي محال الشعور والاعتقاد واقتداره على إغوائهم بالوسوسة والإضلال.
وأما من جانب القابل فلقصور القوى الدراكة لأكثر الناس وضعفها عن المعارضة والمجاهدة مع جنود الشياطين وأعوانه من القوى الشهوية والغضبية وغيرهما لا سيما الوهمية إلا من عصمه الله من عباده المخلصين الذين أيدهم الله بالعقل وهداهم إلى الصراط المستقيم أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم الغالبون لأجل تسخير قواهم البدنية وخصوصا الوهمية التي هي أحد أعداء