نفي عثمان للأشتر وزعماء الكوفة إلى الشام كان مالك الأشتر رئيس قبيلة النخع في الكوفة، وكان له نفوذ على عامة قبائل اليمن، ولم يكن أحد أكثر منه نفوذا إلا الأشعث بن قيس زعيم قبائل كندة.
وكان الأشتر الناطق الرسمي باسم زعماء الكوفة إلى دار الخلافة في زمن عمر وعثمان، وقد وفد شاكيا مظالم الوالي الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي، الذي كان صاحب خمارة ومبغى في مكة وعدوا لدودا للنبي صلى الله عليه وآله، وكان مدمن خمر حتى صلى الصبح ثمان ركعات وتقيأ في محراب المسجد!
ففي صحيح مسلم: 5 / 126: (قال شهدت عثمان بن عفان وأتي بالوليد قد صلى الصبح ركعتين ثم قال: أزيدكم؟ فشهد عليه رجلان أحدهما حمران أنه شرب الخمر، وشهد آخر أنه رآه يتقيأ! فقال عثمان: إنه لم يتقيأ حتى شربها، فقال: يا علي قم فاجلده، فقال علي: قم يا حسن فاجلده، فقال الحسن: ول حارها من تولى قارها فكأنه وجد عليه فقال: يا عبد الله بن جعفر قم فاجلده، فجلده وعلي يعد). (والأم للشافعي: 7 / 192، ومجموع النووي: 20 / 116، وفتح الوهاب: 2 / 287، ومغني الشربيني: 4 / 189، ومسند أحمد: 1 / 82، و 140، و 145، وسنن الدارمي: 2 / 175، و ابن ماجة: 2 / 858، وأبي داود: 2 / 359، وسنن البيهقي: 8 / 318،, والسيرة الحلبية: 2 / 592، والغدير: 8 / 120).
أقول: لا يمكن قبول قولهم إن الإمام الحسن خالف أمر أبيه عليهما السلام، لأنه يدين الله تعالى بإمامة أبيه عليهما السلام، ولأنهما معصومان.
* * استبدل عثمان واليه على الكوفة ابن أبي معيط الأموي بسعيد بن العاص الأموي فطهر سعيد منبر مسجد الكوفة من ابن معيط! وحاول أن يتألف المسلمين، لكن تعصبه الأموي واستهتاره بالمسلمين أغضب أهل الكوفة عليه!