عبد الله فكان محبوسا في الكوفة فكتب معاوية إلى المغيرة: (إن شهد أني خليفة فخل سبيله، فأحضره المغيرة وقال له: أتشهد أن معاوية خليفة وأنه أمير المؤمنين؟ فقال: أشهد أن الله عز وجل حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور! فأمر به فقتل)! (كامل ابن الأثير: 3 / 277) ويظهر أن حديث أبي بكرة في أبي بكر وعمر، أثر في نفس معاوية، فساءه أن يكون أحد أرجح منه حتى بحديث مكذوب، فرد عليه يوما فقال كما في أنساب الأشراف للبلاذري / 1111: (قال معاوية: لو وزنت بالدنيا لرجحت بها، ولكني وزنت بالآخرة فرجحت بي). وسيأتي تفضيله نفسه على أبي بكر وعمر!
11 - ونجح مشروع معاوية وصار الحاكم الأموي خليفة الله!
فقد واصل الأمويون مشروع معاوية بعده، وتسمى كل واحد منهم بخليفة الله!
ففي تاريخ دمشق: 12 / 159: (سليمان الأعمش قال: جمعت (صليت الجمعة) مع الحجاج، قال فخطب فذكر نحو حديث أبي بكر بن عياش قال فيها (الخطبة): إسمعوا وأطيعوا لخليفة الله وصفيه عبد الملك بن مروان)!
وفي تفسير ابن كثير: 4 / 35: (أن الوليد بن عبد الملك قال له (لأبي زرعة): أيحاسب الخليفة؟ فإنك قد قرأت الكتاب الأول وقرأت القرآن وفقهت؟ فقلت يا أمير المؤمنين، أقول؟ قال: قل في أمان الله. قلت: يا أمير المؤمنين أنت أكرم على الله أو داود عليه الصلاة والسلام، إن الله تعالى جمع له النبوة والخلافة ثم توعده في كتابه فقال تعالى: يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله). انتهى.
وهو يدل على محاولة خلفاء بني أمية إسقاط الحساب عن الخليفة!
وأكتفي هنا بالإلفات إلى ما كتبه باحثان معاصران في الموضوع، هما العلامة السيد