لها: (يا أم المؤمنين... وأما زياد فإن أبي عهد إلي فيه، وأما يزيد فإني رأيته أحق الناس بهذا الأمر فوليته). (شرح الأخبار: 2 / 172). وهذا يدل على أنه كان يشعر أنه ابن أبي سفيان، وأنه تجاوز نفسيا بحكم نشأته نسبته إلى مسافر بن أبي عدي الأموي، الذي ذكروا أنه شبيهه أو نسخة عنه!
ومهما يكن، فقد كان يعظم أبا سفيان ويرفع من شأنه، ويتبنى آراءه خاصة في ترتيب مكانة قبائل قريش وأن بيت ملكهم هم بنو عبد مناف (بنو أمية وهاشم)! وكان مثله يرى أن العباس وعليا عليه السلام أخطأ كل الخطأ عندما سمحا لأرذل بيتين في قريش تيم وعدي، أن يسيطرا على سلطان محمد المنافي ويعبدا أصحاب الحق بني عبد مناف من الأمويين والهاشميين!
13 - تعظيم معاوية لأبي بكر وعمر وعثمان لتعظيم نفسه!
كان أول عمل قام به معاوية بعد عودته من العراق منتصرا أنه خطب في أهل الشام قائلا لهم: (أيها الناس: إن رسول الله قال لي إنك ستلي الخلافة من بعدي فاختر الأرض المقدسة فإن فيها الأبدال، وقد اخترتكم فالعنوا أبا تراب فلعنوه)! (شرح النهج: 4 / 72). وفي هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله بإجماع المسلمين لأنه لم يبشر معاوية بالخلافة، ولا أمره أن ينقل عاصمتها إلى بلاد الشام! فلم يرو هذا الحديث أحد غير معاوية! وقد أجمع علماء الجرح والتعديل على أنه لم يصح فيه حديث إلا: (لا أشبع الله بطنه أو اللهم لا تشبع بطنه)! كما تضمن حديث معاوية كذبا في مدح بلاد الشام، وإن كانت بلادي وأحبها، لكنك عندما ترى أن أكثر أحاديث بلاد الشام والأرض المقدسة والأبدال عن معاوية، فلا بد لك أن تعيد النظر فيها لتميز أصلها عما نسجه معاوية ورواته عليها!