وقال عمر: إن الأمة ألقت قرونها من وراء الجدار، أي لا تتقنع. قال أنس: كن جواري عمر يخدمن الضيفان كاشفات الرؤس مضطربات البدن! ولأن الأمة تحتاج إلى الخروج لحوائج مولاها، وإنما تخرج في ثياب مهنتها، وحالها مع جميع الرجال في معنى البلوى بالنظر والمس كحال الرجل في ذوات محارمه)!
فيظهر أن معاوية أخذ هذا الفقه من عمر!
هل جمع معاوية بين الأختين؟!
ثبت عن عثمان بن عفان أنه أفتى بجواز الجمع بين الأختين المملوكتين! قال الشافعي في الأم: 5 / 3: (أن رجلا سأل عثمان بن عفان عن الأختين من ملك اليمين هل يجمع بينهما؟ فقال عثمان: أحلتهما آية وحرمتهما آية، وأما أنا فلا أحب أن أصنع ذلك! قال فخرج من عنده فلقي رجلا من أصحاب النبي (ص) فقال: لو كان لي من الأمر شئ، ثم وجدت أحدا فعل ذلك لجعلته نكالا).
وفي مصنف ابن أبي شيبة: 3 / 307: (فلقي عليا بالباب فقال: عمن سألته فأخبره فقال: لكني أنهاك، ولو كان لي عليك سبيل ثم فعلت ذلك لأوجعتك). (ورواه الدارقطني: 3 / 196). وفي الموطأ: 2 / 538: (قال ابن شهاب: أراه علي بن أبي طالب).
وقد أخذ بعض الناس بفتوى عثمان! ففي تفسير القرطبي: 5 / 117: (شذ أهل الظاهر فقالوا: يجوز الجمع بين الأختين بملك اليمين في الوطأ، كما يجوز الجمع بينهما في الملك. واحتجوا بما روي عن عثمان في الأختين من ملك اليمين... ولم يلتفت أحد من أئمة الفتوى إلى هذا القول، لأنهم فهموا من تأويل كتاب الله خلافه.... فمن خالفهم فهو متعسف في التأويل). انتهى. ويبدو أن معاوية من هؤلاء المتعسفين وأنه جمع بين الأختين! قال في فتح الباري: 6 / 57: (بنت قرظة هي زوج معاوية، واسمها فاختة وقيل كنود، وكانت تحت عتبة بن