صنعاء، فإن لنا بها شيعة، وقد جاءني كتابهم! فخرج بسر، فجعل لا يمر بحي من أحياء العرب إلا فعل ما أمره معاوية حتى قدم المدينة). (تاريخ اليعقوبي: 2 / 197).
ومن فظائعه في هذه الغارة أنه سبى النساء المسلمات! ففي الإستيعاب: 1 / 161: (ثم أرسل معاوية بسر بن أرطاة إلى اليمن فسبى نساء مسلمات، فأقمن في السوق)! أي باعوهن! (والإكمال للخطيب / 28، ونهاية الإرب / 4419).
وفي الغارات للثقفي / 640: أن بسرا قال لمعاوية بعد عودته من مهمته الإجرامية:
(أحمد الله يا أمير المؤمنين أني سرت في هذا الجيش أقتل عدوك ذاهبا جائيا، لم ينكب رجل منهم نكبة، فقال معاوية: الله قد فعل ذلك لا أنت! وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفا، وحرق قوما بالنار! فقال يزيد ابن مفرغ:
تعلق من أسماء ما قد تعلقا * ومثل الذي لاقى من الشوق أرقا إلى حيث سار المرء بسر بجيشه * فقتل بسر ما استطاع وحرقا ثم ذكر الثقفي أن عليا عليه السلام دعا على بسر بن أبي أرطاة فقال: (اللهم إن بسرا باع دينه بدنياه وانتهك محارمك، وكانت طاعة مخلوق فاجر آثر عنده مما عندك! اللهم فلا تمته حتى تسلبه عقله! اللهم العن معاوية وعمرا وبسرا أما يخاف هؤلاء المعاد؟! فاختلط بسر بعد ذلك فكان يهذي ويدعو بالسيف، فاتخذ له سيف من خشب، فإذا دعا بالسيف أعطي السيف الخشب فيضرب به حتى يغشى عليه، فإذا أفاق طلبه فيدفع إليه، فيصنع به مثل ذلك! حتى مات لا رحمه الله)! انتهى.
3 - قتل الألوف المؤلفة من أولياء الله، وزعماء العرب وشخصياتهم!
وقد استعمل أساليب القتل العلني والسري، المباشر وغير المباشر، بالسيف والسم، ووسائل أخرى، وشملت أوامره بالقتل والتنكيل الأصناف التالية:
الذين لا يبايعونه، أو يبايعونه ولا يشهدون أنه أمير المؤمنين.