وضع المتعصبون حديثا يزعم أن معاوية كاتب الوحي!
والرواية الوحيدة اليتيمة التي تشير إلى أن معاوية كتب شيئا للنبي صلى الله عليه وآله، رواها مسلم في صحيحه، تقول إن أبا سفيان طلب من النبي صلى الله عليه وآله ثلاثة أشياء فأعطاه إياها: أن يكون صهره على ابنته رملة، وأن يجعل معاوية كاتبا عنده، وأن يجعله أميرا ليحارب الكفار كما حارب المسلمين! وقد ضعفها علماؤهم وحكموا بأنها موضوعة! ونصها كما في مسلم: 7 / 171: (باب من فضائل أبي سفيان، عباس بن عبد العظيم العنبري وأحمد بن جعفر المعقري قالا: حدثنا النضر وهو ابن محمد اليمامي، حدثنا عكرمة، حدثنا أبو زميل، حدثني ابن عباس: قال كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه، فقال للنبي (ص) يا نبي الله ثلاث أعطنيهن. قال: نعم. قال: عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها. قال: نعم. قال: ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك. قال: نعم. قال وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين. قال: نعم. قال أبو زميل: ولولا أنه طلب ذلك من النبي (ص) ما أعطاه ذلك، لأنه لم يكن يسأل شيئا إلا قال: نعم). انتهى.
قال السيد شرف الدين رحمه الله في كتابه: أبو هريرة / 181: (اقتصر عليه مسلم في باب فضائل أبي سفيان، إذ لم يجد والحمد لله سواه! وهو باطل بالاجماع).
أقول: هذا النص مع أنه مكذوب يكشف حقيقة مهمة واجهت أبا سفيان بعد فتح مكة، وبعد أن عزلته قريش عن رئاستها وجاء إلى المدينة، فأعرض المسلمون عن مجالسته وحتى النظر اليه، فقد شهدت الراية (كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه)! وهذا موقف طبيعي تجاه إمام الكفر الذي لاقى منه النبي صلى الله عليه وآله والمؤمنون أشد صنوف العداء! ولم يكن لأبي سفيان ملجأ إلا أبو بكر وعمر وعثمان، والعباس بن عبد المطلب، وقد روت المصادر أن