مكة: ليجئ منكم ثلاثون ومنا ثلاثون، فنلزق أكبادنا بالكعبة، فنعاهد رب البيت لنجهدن على قتال محمد ففعلوا ذلك)! انتهى.
وعندما زحف أبو سفيان بجيش الأحزاب إلى المدينة وحاصرها، تحرك معهم اليهود وكانت حصونهم قرب المدينة، فقام كعب بنقض عهده مع النبي صلى الله عليه وآله ومزق الصحيفة التي كان فيها العقد، وجمع رؤساء قومه وهم: الزبير بن باطا، وشاس بن قيس، وعزال بن ميمون، وعقبة بن زيد، وأعلمهم بما صنع من نقض العهد! (الصحيح من السيرة: 8 / 41) لكن اليهود جبنوا عن الخروج إلى ساحة المعركة فتصور أبو سفيان أنهم غدروا به، وبرز بطلهم عمرو بن ود ورفقاؤه فعبر الخندق وطلب المبارزة فبرز له علي عليه السلام فقتله ثم برز له ابنه فقتله! ففت ذلك في عضد أبي سفيان والأحزاب فارتبك معسكرهم وسارعوا بالانسحاب والهزيمة!
وبعد هزيمة الأحزاب غزا النبي صلى الله عليه وآله بني قريظة، وأراح العاصمة من جوارهم!
دور الحاخامات في التخطيط لأبي سفيان!
وينبغي الإشارة إلى دور حاخامات اليهود في التخطيط لأبي سفيان وتوجيهه لسوق الأمر إلى بني أمية، فقد كانت تربطه معهم في الجاهلية والإسلام علاقات صداقة وتحالف حميمة، وعمل مخططوهم في المدينة وخيبر والجزيرة واليمن بفعالية ودهاء يهودي لكي يرث بنو أمية خلافة النبي صلى الله عليه وآله! ودفعوا بالأحداث في هذا الاتجاه، ومنها قتل أبي بكر بالسم، ثم التخلي عن عثمان، وبعضهم يرى أن قتل عمر من خططهم! وكان عدد هؤلاء الحاخامات المخططين نحو خمسين شخصا، وهم جديرون بدراسة خاصة! وقد تواصلت علاقتهم مع القرشيين عامة ومع بني عبد الدار وبني أمية خاصة.
* *