أحاديثهم ومصادرهم، كما اعترف به الذهبي!
على أن الدارمي قال في يونس بن خباب: (ثقة صدوق)، وقال أبو داود: وقد رأيت أحاديث شعبة عنه مستقيمة وليس الرافضة كذلك!). (تهذيب الكمال: 32 / 505).
وينبغي أن ننبه هنا إلى لعبتهم في الجرح والتعديل، وأنه يمكنك في أكثر الأحاديث أن تضعفها أو تصححها كما تحب وتهوى! وذلك لأن أقوال علماء الجرح والتعديل في الرواة في الغالب مختلفة إلى حد التناقض! فتجد هنا من يوثق يونس بن خباب رحمه الله فتصحح ما روي عنه، كما تجد من يضعف من أردت من كبار رواتهم فتضعف ما تريد تضعيفه عنه!!
وأخيرا، بعد أن عرفت صحة سند حديث أن معاوية فرعون هذه الأمة، يبقى السؤال عن قول معاوية لأبي ذر: (أما أنا فلا)! فهو مؤشر على صحة الحديث، لأنه بادر إلى نفي الفرعنة عنه ولم يكذب الحديث! كما أنه يدل على خبث معاوية لأن الفرعنة بنص الحديث دائرة بينه وبين النبي صلى الله عليه وآله وقد نفاها عن نفسه فكأنه نسبها إلى النبي صلى الله عليه وآله معاذ الله، أو إلى أبي ذر رحمه الله حسب إحدى تفاسيرهم!
أبو ذر يواجه بني أمية بأحاديث النبي صلى الله عليه وآله في التحذير منهم!
لعل أحاديث النبي صلى الله عليه وآله في تحذير الأمة من بني أمية تبلغ مئة حديث، صدرت من فمه الشريف في مناسبات مختلفة. وعندما نرجع إلى أسانيدها نجد أن رواتها عدد من أهل البيت عليهم السلام وغيرهم من الصحابة كابن مسعود وحذيفة، وعبادة بن الصامت، وأبي هريرة، وعائشة، وأن سهم أبي ذر فيها وافر، فقد نشر نصف هذه الأحاديث على الأقل وبلغها إلى المسلمين، كما نشر كثيرا من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله في فضل العترة الطاهرة عليهم السلام وإمامتهم الربانية.
* *