فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا). انتهى.
أي أن المرجئة زعموا أن قتلة الإمام الحسين عليه السلام مؤمنون من أهل الجنة ولا يعاقبون على جريمتهم! وبذلك صاروا شركاء لبني أمية في الجريمة، لأن من رضي بعمل قوم فقد شركهم فيه!
8 - شك عمر في نفسه.. خير من غرور معاوية!
من الطريف أن معاوية يجزم بأنه خليفة الله تعالى ويقولها كأنه مستيقن بها! بينما يشك عمر في نفسه هل هو خليفة للنبي صلى الله عليه وآله أم ملك دنيوي لا علاقة لحكمه بخلافة الله ورسوله صلى الله عليه وآله! ففي الطبقات: 3 / 306: (قال قال عمر بن الخطاب: والله ما أدري أخليفة أنا أم ملك، فإن كنت ملكا فهذا أمر عظيم! قال قائل: يا أمير المؤمنين إن بينهما فرقا. قال: ما هو؟ قال: الخليفة لا يأخذ إلا حقا ولا يضعه إلا في حق، فأنت بحمد الله كذلك، والملك يعسف الناس فيأخذ من هذا ويعطي هذا! فسكت عمر)! انتهى.
ومعنى سكوته أنه لم يقتنع بأن ميزان الملك والخلافة هو أخذ المال وعطاؤه!
وقد روت شك عمر وحيرته مصادر عديدة بطرق عديدة، وأنه كان يسأل الناس حوله: (والله ما أدرى أخليفة أنا أم ملك! فإن كنت ملكا فقد ورطت في أمر عظيم). (شرح النهج: 12 / 66) ويسأل طلحة والزبير وسلمان وأبا موسى الأشعري! (الدر المنثور: 5 / 306) ويطلب منهم الجواب ويحذرهم أن يكذبوا عليه: (إني سائلكم عن شئ فإياكم أن تكذبوني فتهلكوني وتهلكوا أنفسكم، أنشدكم بالله أخليفة أنا أم ملك؟). وكان يسأل كعبا خاصة ويستحلفه: (أنشدك الله يا كعب أتجدني خليفة أم ملكا؟ قال قلت بل خليفة، فاستحلفه، فقال كعب: خليفة والله من خير الخلفاء وزمانك خير زمان). (تاريخ الطبري: 3 / 279، وفتن ابن حماد / 56، وكنز العمال: