فالقضية ليست رد معاوية لرواية، بل رد قول النبي صلى الله عليه وآله وتمرد على الإسلام!! والقضية هي أحاديث النبي صلى الله عليه وآله في معاوية وبني أمية التي سمعها الصحابة ومنهم عبادة ورووها عن رسول الله صلى الله عليه وآله! وقد تقدم أن أحد قادة الفتح وهو عبد الرحمن بن سهل الأنصاري رحمه الله لما رأى معاوية على المنبر، سل سيفه ليقتله تنفيذا لأمر النبي صلى الله عليه وآله بقتله وبقر بطنه إن رأوه على منبره!
4 - استهزاء معاوية بقول النبي صلى الله عليه وآله للأنصار: ستلقون بعدي أثرة!
روى عبد الرزاق في مصنفه: 11 / 60: (أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة الأنصاري، فقال: تلقاني الناس كلهم غيركم يا معشر الأنصار، فما منعكم أن تلقوني؟! قال: لم تكن لنا دواب! قال معاوية: فأين النواضح؟ (وهذه إهانة للأنصار بأنهم عندهم جمال تسقي الزرع وليس عندهم خيول)! قال أبو قتادة: عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر! قال: ثم قال أبو قتادة: إن رسول الله (ص) قال لنا: إنا لنرى بعده أثرة! قال معاوية: فما أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر حتى نلقاه. قال: فاصبروا حتى تلقوه!! قال: فقال عبد الرحمن بن حسان حين بلغه ذلك:
ألا أبلغ معاوية بن حرب * أمير المؤمنين ثنا كلامي فإنا صابرون ومنظروكم * إلى يوم التغابن والخصام) (ورواه البيهقي في شعب الإيمان: 6 / 56، وابن عبد البر في الإستيعاب: 3 / 1421، والأزدي في الجامع: 2 / 60، وتاريخ دمشق: 26 / 201، و: 34 / 296، و: 67 / 151، والتحفة اللطيفة: 2 / 123).
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج: 6 / 32: (ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تقدموا علي الحوض)، وهذا الخبر هو الذي يكفر كثير من أصحابنا معاوية بالإستهزاء به، وذلك أن النعمان بن بشير الأنصاري جاء في جماعة من الأنصار إلى معاوية فشكوا إليه فقرهم وقالوا لقد صدق رسول الله (ص) في قوله لنا: