يهوي به إلى متاعها - يعني فرجها - ويقول: هذا المتاع لو كان لي متاع، إذهب بها إلى يزيد بن معاوية)! (وتاريخ دمشق: 12 / 238، والإصابة: 4 / 197).
وقد أورد ابن كثير هذه القصة ليقول إن معاوية فقيه كبير! لأنه انتبه فلم يرسل الجارية إلى يزيد، بل وهبها لأحد رجاله، لأنها حرمت على يزيد بسبب نظرة أبيه إليها بشهوة لقوله تعالى: (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) (النساء: 22)!
قال ابن كثير: (وهذا من فقه معاوية وتحريه، حيث كان نظر إليها بشهوة، ولكنه استضعف نفسه عنها فتحرج أن يهبها من ولده يزيد...). انتهى.
أما بخاري فأشاد بفقاهة معاوية بدون قصة الجارية! (راجع صحيحه: 1 / 53).
فاعرف إيمان معاوية وفقهه وأخلاقه وحياءه! واعجب لمن اشربوه في قلوبهم كيف يرون قبائحه فضائل وتهتكه فقها! (راجع: تاريخ دمشق: 12 / 238، والإصابة: 4 / 196، وبهجة المجالس لابن عبد البر / 397، وتفسير ابن كثير: 1 / 479، وغيرها).
وكانت جواريه في قصره متبرجات!
رووا لمعاوية قصصا مع جواري قصره ومجالس تهتكه، منها أنه لحق جاريته بحضور ضيوفه ولحقته زوجته، فأراد الأحنف بن قيس أن يخلصه فشتمته زوجة معاوية شتما قبيحا! ففي تاريخ دمشق: 70 / 7: عن عمر بن شبة قال: (حدثت أن الأحنف بن قيس كان عند معاوية ليس عنده غيره، فغنت جارية من جواري معاوية في جانب الدار فأقبل على الأحنف فقال: يا أبا بحر لا ترم حتى أعود إليك، إني لأطلب خلوة هذه فما أكاد أقدر على ذلك! ثم قام في أثرها فكأنما كانت لابنة قرظة امرأة معاوية عين على معاوية فأقبلت به متلببة (تجره برقبته)! فقلت لها: أكرمي أسراكم! قالت: أسكت يا قواد). (ونحوه في 19 / 448).
وقال الجاحظ في رسائله / 214، بعد ذكر قصة جارية معاوية العارية: (ولم يكن