قال الطبري: 3 / 365: (قدم سعيد بن العاص الكوفة فجعل يختار وجوه الناس يدخلون عليه ويسمرون عنده، وأنه سمر عنده ليلة وجوه أهل الكوفة منهم مالك بن كعب الأرحبي، والأسود بن يزيد، وعلقمة بن قيس النخعيان، وفيهم مالك الأشتر في رجال، فقال سعيد: إنما هذا السواد (العراق) بستان لقريش! فقال الأشتر: أتزعم أن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك؟! والله ما يزيد أوفاكم فيه نصيبا إلا أن يكون كأحدنا)!
وقال الطبري: 3 / 365، إن سعيد بن العاص كتب إلى عثمان: (إن رهطا من أهل الكوفة سماهم له عشرة، يؤلبون ويجتمعون على عيبك وعيبي والطعن في ديننا! وقد خشيت إن ثبت أمرهم أن يكثروا، فكتب عثمان إلى سعيد أن سيرهم إلى معاوية ومعاوية يومئذ على الشام، فسيرهم وهم تسعة نفر إلى معاوية، فيهم مالك الأشتر، وثابت بن قيس بن منقع، وكميل بن زياد النخعي، وصعصعة بن صوحان... أن معاوية لما عاد إليهم من القابلة وذكرهم قال فيما يقول: وإني والله ما آمركم بشئ إلا قد بدأت فيه بنفسي وأهل بيتي وخاصتي! وقد عرفت قريش أن أبا سفيان كان أكرمها وابن أكرمها إلا ما جعل الله لنبيه نبي الرحمة (ص)... وإني لأظن أن أبا سفيان لو ولد الناس لم يلد إلا حازما! قال صعصعة: كذبت! قد ولدهم خير من أبي سفيان من خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكة فسجدوا له، فكان فيهم البر والفاجر والأحمق والكيس!
فخرج تلك الليلة من عندهم، ثم أتاهم القابلة فتحدث عندهم طويلا، ثم قال: أيها القوم ردوا علي خيرا أو اسكتوا، وتفكروا وانظروا فيما ينفعكم وينفع أهليكم وينفع عشائركم وينفع جماعة المسلمين فاطلبوه تعيشوا ونعش بكم. فقال صعصعة: لست بأهل ذلك، ولا كرامة لك أن تطاع في معصية الله!