البدريين، واستشهد معه في صفين خمسة وعشرون من الصحابة البدريين فقط! بينما لم يكن مع معاوية أحد يذكر من الصحابة! وقد ألف المؤرخ ابن السائب الكلبي: (كتاب من شهد صفين مع علي من الصحابة، كتاب من شهد صفين مع علي من الأنصار، كتاب من شهد صفين مع علي من البدريين). (الذريعة: 22 / 229).
* * مواجهة أبي ذر رحمه الله لمعاوية وبني أمية 9 - ومنهم أبو ذر الغفاري، الذي اشتهرت مواجهته لعثمان ومعاوية وبني أمية.
وقد طمس تاريخ الحكومات الرسمي شخصية أبي ذر رحمه الله ودوره في الفتوحات ومواقفه في مواجهة معاوية وعثمان، وصوروه كأنه بدوي ساذج متزمت سئ الخلق! وكأنه صغير الجثة ضعيف البنية عن الجهاد!
بينما نطقت ثنايا مصادرهم بالحقائق، وأنه كان رجلا جسيما طويلا، وقائدا شجاعا ذكيا! (وكان أبو ذر طويلا عظيما رضي الله عنه وكان زاهدا متقللا من الدنيا... وكان قوالا بالحق). (تهذيب الأسماء للنووي: 2 / 513).
(وكان أبو ذر طويلا عظيما). (أسد الغابة: 5 / 188، ومستدرك الحاكم: 3 / 51).
(رجلا طويلا آدم أبيض الرأس واللحية). (الطبقات: 4 / 230).
(فجلس... فرجف به السرير، وكان عظيما طويلا) (سير أعلام النبلاء للذهبي: 2 / 69).
وكان له فرس أصيل يقال له: الأجدل. (أنساب الخيل لابن الكلبي / 6، وأسماء خيل العرب وفرسانها لابن الأعرابي / 2).
وقد شارك في فتح الشام من أوله، وكان له احترام في نفوس الجنود ونفوذ على قادة جيش الفتح، وهو ما تحرص مصادرهم على إخفائه!