قومه قال: اللهم اغفر لقومي إنهم لا يعلمون، فلو لم يكن عنده منافقا لكان يدعو له ولا يدعو عليه؟! وكيف جاز لمعاوية أن يعتذر بالأكل مع أنه صلى الله عليه وآله قال: لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهله وماله وولده). انتهى.
أقول: جاء كلام العلامة رحمه الله على مبناهم في صحة الحديث، وإلا فالصحيح هو قول أبي ذر رحمه الله لمعاوية: (لعنك رسول الله ودعا عليك مرات أن لا تشبع). (الغدير: 8 / 305، والانتصار: 8 / 191، وموسوعة شهادة المعصومين: 2 / 80، وشرح النهج: 8 / 257).
هذا، وقد صار نهم معاوية مثلا عند الناس ذكرته مصادر اللغة والأدب!
ففي الأمثال للميداني: 1 / 76: (ويقولون: آلف من الحمى وآكل من معاوية ومن الرحى. وقال الشاعر: وصاحب لي بطنه كالهاوية * كأن في أمعائه معاوية وقال آخر: كأنما في جوفها ابن صخر * ومعدة هاضمة للصخر وفي التدوين في أخبار قزوين: 2 / 85: (اختار أبو تمام من شعر المتقدمين في الحماسة المشهورة، فقال خلال الرسالة: كان بقزوين رجل يعرف بأبي محمد الضرير القزويني، حضر طعاما وإلى جنبه رجل أكول، فأحس أبو محمد جودة أكله فقال: وصاحب لي بطنه كالهاوية * كأن في أمعائه معاوية. ثم قال أبو الحسين: أنظر إلى وجازة هذا اللفظ وجودة وقوع الأمعاء إلى جنب معاوية)!
وفي خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر للمحبي: 1 / 491: (وهذا البيت قد ذكره الثعالبي في اليتيمة واستجاده وجازه لفظه، ووقوع الأمعاء إلى جنب معاوية مزية ثالثة وهي: كون الذي أنشد فيه من نسل معاوية)! انتهى.
وقد اتفقوا على أن شحم بطن معاوية تعاظم فلم يستطع القيام فكان يخطب قاعدا (ابن أبي شيبة: 2 / 23، وفتح الباري: 2 / 333 وعون المعبود: 3 / 310، والأم: 1 / 229، وسبل السلام: 2 / 47).
جعلوا دعاء النبي صلى الله عليه وآله عليه أن لا يشبع فضيلة ومنقبة!
تحايل أتباع معاوية ومنهم ابن كثير، على دعاء النبي صلى الله عليه وآله على معاوية أن