العاص جميعا ففرقوا بينهما فوالله ما اجتمعا إلا على غدر)!
7 - ألا فخمته كما فخمه الله تعالى؟!
روى ابن عساكر في تاريخه قصة المعمر اليماني مع معاوية: 9 / 220، عن أبي الفرج غيث بن علي الخطيب قال: (قال معاوية: إني لأحب أن ألقى رجلا قد أتت عليه سن وقد رأى الناس يخبرنا عما رأى، فقال بعض جلسائه ذلك رجل بحضرموت! فأرسل إليه فأتي به فقال له: ما اسمك؟ قال أمد. قال: ابن من؟ قال: ابن أبد، قال: ما أتى عليك من السن؟ قال: ستون وثلاثمائة. قال: كذبت! قال: ثم إن معاوية تشاغل عنه، ثم أقبل عليه فقال: ما اسمك؟ قال أمد، قال: ابن من؟ قال: ابن أبد، قال: كم أتى عليك من السن؟ قال: ثلاثمائة وستون سنة. قال: فأخبرنا عن ما رأيت من الأزمان أين زماننا هذا من ذاك؟ قال: وكيف تسأل من يكذب؟ قال: إني ما كذبتك ولكني أحببت أن أعلم كيف عقلك؟ قال قال: يوم شبيه بيوم وليلة شبيهة بليلة، يموت ميت ويولد مولود، فلولا من يموت لم تسعهم الأرض، ولولا من يولد لم يبق أحد على وجه الأرض!
قال فأخبرني هل رأيت هاشما؟ قال: نعم رأيته رجلا طوالا حسن الوجه، فقال: إن بين عينيه بركة أو غرة بركة. قال: فهل رأيت أمية؟ قال: نعم رأيته رجلا قصيرا أعمى، يقال إن في وجهه لشرا أو شؤما!
قال: فهل رأيت محمدا؟ قال: من محمد؟ قال: رسول الله، قال: ويحك ألا فخمته كما فخمه الله فقلت: رسول الله صلى الله عليه وآله؟!
قال: فأخبرني ما كانت صناعتك؟ قال: كنت رجلا تاجرا. قال: فما بلغت تجارتك؟ قال: كنت لا أشتري عيبا، ولا أرد ربحا.
قال له معاوية: سلني. قال: أسألك أن تدخلني الجنة! قال: ليس ذاك بيدي ولا