طمسوا دوره في معركة القادسية واليرموك!
تدل النصوص المتناثرة في المصادر على دور مالك البطولي والقيادي في المعارك الفاصلة من تاريخنا! ويظهر أنه رحمه الله كان يتحرى بطل العدو أو قائدهم فيبرز اليه ويجندله، فتتغير المعادلة لصالح المسلمين وتقع في عدوهم الهزيمة، وهذا ما فعله في معركة مسيلمة الكذاب، وفي معركة اليرموك، وغيرهما!
وأنه بعد مشاركته في حرب مسيلمة توجه إلى الشام وشارك في معارك الفتح، ثم عاد إلى العراق وشارك في بعض معاركها، وبعد فتح عين التمر وحاجة جبهة الشام إلى مدد، بادر إلى معركة اليرموك وكان بطل النصر فيها، وبعد اليرموك كان قائدا فعالا ففتح عدة مدن وحصون في بلاد الشام، ثم طارد الروم إلى جبال اللكام، وعندما احتاجت اليه جبهة العراق بادر إلى معركة القادسية!
وقد ادعت رواية الطبري التالية: 2 / 597، أنه لم يحضر القادسية: (عن أرطأة بن جهيش قال كان الأشتر قد شهد اليرموك ولم يشهد القادسية، فخرج يومئذ رجل من الروم فقال من يبارز؟ فخرج إليه الأشتر فاختلفا ضربتين فقال للرومي خذها وأنا الغلام الأيادي! فقال الرومي: أكثر الله في قومي مثلك، أما والله لولا أنك من قومي لآزرت الروم، فأما الآن فلا أعينهم). (وتاريخ دمشق: 56 / 379).
أقول: معنى أن هذا البطل الرومي أيادي، أنه من الغساسنة المتنصرين، لأنهم يرجعون مع النخع إلى أياد، وقد أعجب ذلك الفارس ببطولة ابن عمه مالك النخعي الأيادي وعاهده أن لا يقاتل مع الروم ضد المسلمين.
وأما قول الرواية إن مالكا لم يشهد القادسية، فيرده ما رواه الطبري نفسه ومصادر أخرى من أنه جاء من معركة اليرموك مددا للمسلمين في القادسية