وصي النبي صلى الله عليه وآله ليقاتلهم على التأويل بعد أن قاتلهم النبي صلى الله عليه وآله على التنزيل، ليوضح معالم الخط النبوي، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة!
وهذا معنى عدم نضج التجربة الأموية بالمفهوم القرآني والسنن الإلهية لصراع الخير والشر، فهو يعني أن الأمة الإسلامية يجب أن تمتحن ببني أمية ليظهر خيرها من شرها، وليس معناه أن الحالة اليهودية الأموية أفضل من حالة اليهود اليعقوبية! ويدل عليه موقف القرآن والنبي صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام من بني أمية!
قال الإمام الصادق عليه السلام: (إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله، قلنا صدق الله وقالوا كذب الله. قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام، والسفياني يقاتل القائم عليه السلام). (معاني الأخبار / 346).
أبو سفيان صاحب المشروع الأموي لمواجهة الإسلام!
الفرق بيننا وبين المغشوشين بالأمويين، أنا نعتقد أن أبا سفيان ومعاوية وبقية زعماء قريش، ما أسلموا ولكن استسلموا تحت السيف! وظلوا معادين للإسلام يكيدون له باسمه، حتى وجدوا أعوانا فأظهروا ما استطاعوا إظهاره، وغرسوا في ثقافة الأمة باسم الإسلام كثيرا من مفاهيم المادية والكفر والجاهلية!
فإشهارهم للإسلام لا يترتب عليه أكثر من حفظ دمائهم وإجراء أحكام الإسلام العامة عليهم! مع التأكيد على أنهم بحكم رسول الله صلى الله عليه وآله ليسوا من صلب أمته، فأمته هم المهاجرون والأنصار وأبناؤهم ومن دخل في الإسلام إلى يوم القيامة، أما طلقاء قريش وعتقاء ثقيف وذرياتهم فهم دائرة مستقلة ملحقة بالأمة الإسلامية إلحاقا! فقد قال صلى الله عليه وآله: (المهاجرون والأنصار بعضهم أولياء بعض في الدنيا والآخرة، والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف، بعضهم أولياء بعض في