ولم يرووا ذهاب آكلة الأكباد إلى قبر حمزة للتشفي، وما كانت تقوله وتفعله!
لكنهم رووا عن أبي سفيان في أواخر خلافة عثمان وكان عمره 93 (أنساب الأشرف / 11105) مشهدا خبيثا من مشاهد التشفي! فقد طلب أن يقودوه إلى قبر حمزة حتى إذا لمسه بيده، ركله برجله وقال: (يا أبا عمارة! إن الأمر الذي اجتلدنا عليه أمس صار في يد غلماننا يتلعبون به)! (شرح النهج: 4 / 51) وفي النزاع والتخاصم لمعمر بن عقيل / 227: (ركل قبر حمزة برجله اقتداء بإبليس في ركله جسد آدم عليه السلام، ونرى أن أبا سفيان أراد بمخاطبته حمزة بقوله: إن الأمر الذي كنت تقاتلنا عليه بالأمس قد ملكناه اليوم، مقابلة خطاب رسول الله (ص) لأصحاب قليب بدر بقوله: هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا، فإنا وجدنا ما وعد ربنا حقا)! انتهى. فلا تستبعد أبدا أن يكون أبو سفيان وقف على قبر النبي صلى الله عليه وآله وقال له شبيها بقوله لحمزة؟!!
حكم النبي صلى الله عليه وآله في أبي سفيان ومعاوية وبني أمية في نفس الوقت الذي تعامل النبي صلى الله عليه وآله مع أبي سفيان بسمو أخلاقه، وبالمداراة التي أمره بها ربه بها، سجل موقفه الشرعي من عدوه العنيد ورئيس أئمة الكفر، في عدة مناسبات، منها أحاديثه في تفسير قوله تعالى: وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا. (الاسراء: 60).
وآيات أخرى فسرها النبي صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى بيهود هذه الأمة بني أمية وحذر منهم أمته، في مناسبات عديدة!
ومن ذلك لعنه الصريح لأبي سفيان! الذي رواه حتى المتعصبون كالبخاري،