1 - معاوية: نحن معدن الحق!
فمن يكون علي وابن علي، ومن عمر وابن عمر؟!
في أول خطاب له في الكوفة، أعلن معاوية انتهاء الدولة الإسلامية وقيام الدولة الأموية، وتجرأ على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وقال لأهل العراق أو لبني هاشم: (قد قتل الله طاغيتكم ورد الأمر إلى معدنه)! (كتاب سليم / 368، والاحتجاج: 2 / 6، والدر النظيم / 499، والعدد القوية للحلي / 49). وقد رد عليه الإمام الحسن عليه السلام لاحقا بقوله: (العجب منك يا معاوية ومن قلة حيائك وجرأتك على الله حين قلت: قد قتل الله طاغيتكم ورد الأمر إلى معدنه! فأنت يا معاوية معدن الخلافة دوننا؟!).
وفي تاريخ دمشق: 24 / 90: (عن زرارة بن أوفى أن معاوية خطب الناس فقال: يا أيها الناس إنا نحن أحق بهذا الأمر! نحن شجرة رسول الله (ص) وبيضته التي انفلقت عنه ونحن ونحن! فقال صعصعة: فأين بنو هاشم منكم؟ قال نحن أسوس منهم، وهم خير منا). انتهى. فهو بزعمه صاحب الحق في حكم قريش والعرب، لأن معدن هذا الحق بنو أمية بزعامة أبي سفيان، وهو الوارث الشرعي لهذا الحق! فكأن الإسلام وحكم النبي صلى الله عليه وآله كان غصبا لحق بني أمية وقد استعاده معاوية! لكنه يجاري المسلمين فيقول إن محمدا صلى الله عليه وآله ابن عمنا ونحن شجرته، ونحن أحق منه وأحق به حتى من أهل بيته، لأنا أسوس منهم!
وعملا بهذا الغرور هاجم معاوية عمر بن الخطاب، وحكم عليه بأنه غصب حق بني أمية وفرق الأمة وسفك دماءها! وتحدى ابنه عبد الله بن عمر أن يرفع رأسه ويطلع قرنه ويتكلم! فخاف عبد الله ولم ينبس بكلمة!
ففي سير أعلام النبلاء: 3 / 225: (قال معاوية: من أحق بهذا الأمر منا؟ وابن عمر