ما اختلف عليكم سيفان! والله لقد صارت لمن غلب! ولتطمحن إليها عين من ليس من أهلها، ولتسفكن في طلبها دماء كثيرة! ثم قال: لقد علمتم وعلم خياركم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الأمر بعدي لعلي ثم لابني الحسن والحسين ثم للطاهرين من ذريتي، فأطرحتم قول نبيكم صلى الله عليه وآله وتناسيتم ما عهد به إليكم! فأطعتم الدنيا الفانية، ونسيتم الآخرة الباقية، التي لا يهرم شابها ولا يزول نعيمها، ولا يحزن أهلها ولا يموت سكانها بالحقير التافه الفاني الزائل! فكذلك الأمم من قبلكم، كفرت بعد أنبيائها ونكصت على أعقابها، وغيرت وبدلت واختلفت، فساويتموهم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة! وعما قليل تذوقون وبال أمركم وتجزون بما قدمت أيديكم وما الله بظلام للعبيد!) (والخصال / 461).
أبو ذر ينادي عند الكعبة ويخطب في المسلمين!
في أخبار مكة للفاكهي: 3 / 134: (ذكر خطبة أبي ذر جندب بن جنادة الغفاري رضي الله عنه بمكة وقيامه بها.... عن حنش الكناني قال: رأيت أبا ذر رضي الله عنه آخذا بباب الكعبة وهو يقول: يا أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم، ومن أنكرني فأنا أبو ذر. سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك. وزاد غيره في هذا الحديث أن أبا ذر أسند ظهره إلى الكعبة فقال: يا أيها الناس هلم إلى أخ ناصح شفيق! قال فاكتنفه الناس ثم قال: أرأيتم لو أن أحدكم أراد سفرا، أليس كان يأخذ من الزاد ما يصلحه؟ السفر سفر الآخرة فتزودوا ما يصلحكم. فقام إليه رجل من أهل الكوفة فقال: وما الذي يصلحنا؟... الخ.).
وفي كتاب سليم بن قيس رحمه الله / 457: (قال سليم بن قيس: بينما أنا وحنش بن المعتمر بمكة، إذ قام أبو ذر وأخذ بحلقة الباب، ثم نادى بأعلى صوته في