كبار الصحابة الذين واجهوا معاوية!
حرص رواة الخلافة على طمس أخبار الصحابة الأجلاء الذين واجهوا معاوية وانتقدوا انحرافه العقيدي والعملي، ومع ذلك بقيت بعض أخبارهم! فبادر رواة الخلافة إلى تحريفها وتصوير هؤلاء الصحابة بأنهم متزمتون اعترضوا على أمور بسيطة كلبس معاوية الذهب أو بيعه! وأن عمر وعثمان كانا ينصفان الذين يشكونه إليهم وينبهونه إليها! بينما الواقع كانت اعتراضاتهم على انحراف معاوية وظلمه، ولم يتخذ عمر ولا عثمان إجراء ضده، بل كانا يقويان مركزه باستمرار!
ويمكنك أن تقرأ ما أخفوه من مثل رواية الحاكم: 3 / 355: (أن عبادة بن الصامت أنكر على معاوية أشياء، ثم قال له: لا أساكنك بأرض! فرحل إلى المدينة)!
وفي المجموع: 10 / 30: (فقال له أبو الدرداء سمعت رسول الله ينهى عن مثال هذا إلا مثلا بمثل، فقال له معاوية: ما أرى بهذا بأسا، فقال أبو الدرداء: من يعذرني من معاوية؟! أخبره عن رسول الله ويخبرني عن رأيه! لا أساكنك بأرض أنت بها). (ونحوه في موطأ مالك: 2 / 634). وهذا يدا على أن اعتراض عبادة كانت أساسيا وكان مطلبه أن يعزل معاوية، فلم يستجب له عمر ولا عثمان! وأن أبا الدرداء اتهمه برد حديث النبي صلى الله عليه وآله! وأنه لا يؤمن بالسنة ويجعل رأيه مقابلها! وهجرهما له يدل على أنهما يستنكران انحرافه وتحريفه!
والصحابة الذين اعترضوا على معاوية كثيرون، نذكر منهم:
1 - بلال وجماعته، وقد (ماتوا) جميعا في وقت متقارب في إمارة معاوية في عهد عمر! وقال الرواة الرسميون إنهم ماتوا بدعوة عمر، وإن سبب خلافهم معه ومع معاوية أنهم أرادوا تقسيم أراضي الشام على المقاتلين، فرفض عمر ذلك