المقام تفارقني؟ فقال: يا محمد إني لا أجوز هذا الموضع فتحترق أجنحتي. ثم زج بي في النور ما شاء الله، فأوحى الله إلي: يا محمد إني اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا، ثم اطلعت ثانيا فاخترت منها عليا فجعلته وصيك ووارث علمك والإمام بعدك، وأخرج من أصلابكما الذرية الطاهرة والأئمة المعصومين خزان علمي، فلولاكم ما خلقت الدنيا ولا الآخرة ولا الجنة ولا النار. يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب... الخ.).
وقد عقد الخزاز القمي رحمه الله بابا في (كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام / 35 بعنوان: ما جاء عن أبي ذر الغفاري رحمة الله عليه، روى فيه بأسانيده بضعة أحاديث منها: (عن أنس بن مالك قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله صلاة الفجر، ثم أقبل علينا فقال: معاشر أصحابي من أحب أهل بيتي حشر معنا، ومن استمسك بأوصيائي من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى. فقام إليه أبو ذر الغفاري فقال: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل فقال: كلهم من أهل بيتك؟ قال: كلهم من أهل بيتي تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم). (راجع أيضا: / 73، 147).
تعاظم تأثير أبي ذر رحمه الله في بلاد الشام اعترف معاوية بالتأثير الكبير لأبي ذر رحمه الله في جيوش الفتح وأهل الشام، وكتب إلى عثمان طالبا منه يأخذ أبا ذر إلى المدينة، لأن جيش الفتح يميلون اليه، وأهل الشام يستفتونه ولا يقبلون بفتوى غيره! وكان أبو ذر يتنقل في بلاد الشام، حيث ورد ذكره في قبرص وطرسوس وبيروت وأنها كانت مكتبا للجند، وقد زارها سلمان الفارسي أيضا وغيره من الصحابة، ولأبي ذر مسجد في الصرفند في ساحل جبل عامل، وفي ميس الجبل أعالي جبل عامل، والمعروف أنه هو الذي غرس بذرة التشيع لأهل البيت عليهم السلام في جبال عاملة.