ولم يخضع أبو ذر رحمه الله للإغراء.. ولا التخويف!
في رجال الكشي: 1 / 118، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (أرسل عثمان إلى أبي ذر موليين له ومعهما مائتا دينار، فقال لهما: انطلقا بها إلى أبي ذر فقولا له: إن عثمان يقرئك السلام وهو يقول لك: هذه مائتا دينار فاستعن بها على ما نابك، فقال أبو ذر: هل أعطى أحدا من المسلمين مثل ما أعطاني؟ قالا: لا. قال: فإنما أنا رجل من المسلمين يسعني ما يسع المسلمين. قالا له: إنه يقول هذا من صلب مالي، وبالله الذي لا إله إلا هو ما خالطها حرام ولا بعثت بها إليك إلا من حلال. فقال: لا حاجة لي فيها وقد أصبحت يومي هذا وأنا من أغنى الناس. فقالا له عافاك الله وأصلحك! ما نرى في بيتك قليلا ولا كثيرا مما يستمتع به؟ فقال: بلى تحت هذه الإكاف التي ترون رغيفا شعير قد أتى عليهما أيام، فما أصنع بهذه الدنانير! لا والله حتى يعلم الله أني لا أقدر على قليل ولا كثير، ولقد أصبحت غنيا بولاية علي بن أبي طالب وعترته الهادين المهديين، الراضين المرضيين، الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، وكذلك سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه لقبيح بالشيخ أن يكون كذابا! فرداها عليه وأعلماه أنه لا حاجة فيها، ولا فيما عنده، حتى ألقى الله ربي فيكون هو الحاكم فيما بيني وبينه).
وفي لآلي الأخبار: 1 / 51: (قال أبو ذر: جزى الله الدنيا عني مذمة، بعد رغيفين من الشعير أتغدى بأحدهما وأتعشى بالآخر، وبعد شملتي صوف أتزر بأحدهما وأتردى بالأخرى).
وفي تذكرة ابن حمدون / 576: (التقى عبد الرحمن بن عوف وأبو ذر، فقبل عبد الرحمن ما بين عيني أبي ذر لكثرة سجوده.... بعث إليه عبد الرحمن ببدرة وقال لغلامه: إن قبلها منك فأنت حر، فأبى أن يقبلها. فقال الغلام: إقبل رحمك الله