بموت الأشتر النخعي، ولما بلغ ذلك عليا تأسف على شجاعته وغنائه، وكتب إلى محمد بن أبي بكر باستقراره واستمراره بديار مصر غير أنه ضعف جأشه).
أقول: لاحظ أن ابن كثير دافع دفاعا ضعيفا عن جريمة معاوية في قتله لمالك، ثم أفتى بأن مالكا كان من قتلة عثمان، وأن معاوية الذي هو إمام الفئة الباغية على الخليفة الشرعي باعترافه، له الحق في أن يقتل كل الصحابة الذين شاركوا في محاصرة عثمان! وهذا خبط عشواء يعطي لكل أحد الحق في أن يقتل مئات الصحابة الذين شاركوا في حصار عثمان، بحجة أنهم شاركوا في قتله!
* * شخصية معاوية الخاوية أمام مناقبية مالك وفتوحاته!
قارن إذا شئت بين شخصية معاوية الخاوية وسلوكيته المادية! وبين شخصية مالك المؤمنة وسلوكيته المناقبية رحمه الله! فأين الثريا من الثرى، وأين معاوية من وزير علي عليه السلام وعضده وتلميذه؟!
قارن بين معاوية الذي كان معاون أخيه يزيد القائد الرسمي لجيش فتح الشام، فلم يعهد عنهما أنهما برزا إلى فارس، ولا قاتلا يوما في معركة بضربة سيف!
بل كان عملهما أن ينتظرا حتى يفتح الأبطال والجنود البلاد، فيجبيا خراجها، ويتحكما في أهلها ويغصبا الجارية الجميلة!
ثم مات أخوه يزيد أو سمه معاوية نفسه وبكى عليه، وتولى عمله! وواصل أسلوبه خاتلا خاملا طيلة أيام حروب الفتح وقعقعة السلاح وزمجرة الأبطال! لكنه نشط في السلم لقطف الثمار وحكم المناطق المفتوحة!
فأين كان معاوية في صولات مالك وجولاته في لهب المعارك، من جنوب