وعندما تلا: وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا، أشار بيده إلى أهل الشام!!
21 - طاعة الخليفة المتغلب من أعظم القرب عند الله! هدم الكعبة المشرفة حرمة، واتباع الخليفة طاعة، فإذا تعارضت الحرمة مع الطاعة قدمت الطاعة على الحرمة! فالخليفة يرغب بهدم الكعبة والكعبة حرمة ولكن تنفيذ أوامر الخليفة طاعة، وهنا يتوجب حسب رأيهم أن تقدم الطاعة على الحرمة، فتهدم الكعبة طاعة للخليفة، وقد هدمت فعلا!! قتل أهل بيت النبوة وإبادتهم في كربلاء حرمة، وأوامر الخليفة بإبادة أهل البيت طاعة، عندئذ يضحى بالحرمة من أجل الطاعة، ويباد أهل البيت تحقيقا لواجب الطاعة!!). انتهى.
12 - تعظيم معاوية لأبي سفيان من أجل تعظيم نفسه!
روى الطبري: 2 / 637، وابن الأثير: 3 / 34، محاورة معاوية مع الصحابة والزعماء التسعة، الذين نفاهم عثمان إلى الشام، وجاء فيها قول معاوية: (وقد عرفت قريش أن أبا سفيان كان أكرمها وابن أكرمها، إلا ما جعل الله لنبيه نبي الرحمة (فإنه انتخبه وأكرمه) وإني لأظن أن أبا سفيان لو ولد الناس لم يلد إلا حازما!
قال صعصعة: كذبت! قد ولدهم خير من أبي سفيان، من خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا له، فكان فيهم البر والفاجر والأحمق والكيس)! انتهى. وقد وضعنا عبارة (فإنه انتخبه وأكرمه) التي رواها في الكامل بين قوسين، لأنا نشك في أن الرواة أضافوها ليخففوا من وقعها! فرواياتهم لها متفاوتة حيث رواها في نهاية الإرب / 4257 وشرح النهج: 2 / 131، عن المدائني بلفظ ابن الأثير وفيه: (لكانوا حلماء). وفي الطبري عبارة أطول: (فإن الله انتخبه وأكرمه، فلم يخلق في أحد من الأخلاق الصالحة شيئا، إلا أصفاه الله بأكرمها وأحسنها، ولم يخلق من الأخلاق السيئة شيئا في أحد إلا أكرمه الله عنها ونزهه).