ولم يكن حظ عائشة من معاوية أفضل من حظ أخيها، فإن الشبهة تركزت على معاوية بأنه قتلها، بعد تشبيهها إياه بفرعون، كما سيأتي!
وكذلك حظ سعيد بن عثمان بن عفان، وكذلك سعد بن وقاص، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، والإمام الحسن بن علي عليهما السلام، وكذلك كل من اعترض على مشروع بيعته لابنه يزيد! فقد طرح معاوية بيعة يزيد قبل موته بأكثر من عشر سنوات وعمل لها كثيرا، وأزاح من طريقها كل من استطاع إزالته بالقتل والاضطهاد، من المعارضين أو الذين يقدر أن يعارضوه مستقبلا!
15 - تعظيم معاوية لقريش.. إلا بني هاشم!
قال الآبي في نثر الدرر / 259: (وروي عن ابن عباس أنه قال: وقع بين علي وعثمان كلام فقال عثمان: ما أصنع بكم إن كانت قريش لا تحبكم وقد قتلتم منهم يوم بدر سبعين كأن وجوههم شنوف الذهب تشرب آنافهم قبل شفاههم) (وشرح النهج: 9 / 22، وتذكرة ابن حمدون / 1567). ويقصد بالسبعين قتلى المشركين في بدر! وهذا هو منطق قريش كلها الذي ساد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله! فقد نشره الطلقاء عندما جاؤوا ألوفا مؤلفة إلى المدينة، وتبناه منهم العدد المحدود من المهاجرين القرشيين كما رأيت في عثمان، وكان ذلك أحد أسباب التي بررت عنفهم في عزل بني هاشم وهجومهم على دار علي وفاطمة عليهما السلام لإجبارهم على البيعة للزعيم القرشي الذي اختاروه!
وقد رسخت الخلافة القرشية هذا المنطق، وجاء معاوية فبلوره بأفكار أموية، ورواة وأحاديث، ومراسيم خلافية، وقوانين صارمة تشمل كل البلاد والعباد! وتدور كلها حول تعظيم قريش وقيادتها الأموية المتمثلة في أبي سفيان ومعاوية