اثنا عشر كلهم من قريش) الذي صح عندهم، وكيف تستغرق مدة هؤلاء الاثني عشر كل الزمان إلى يوم القيامة ومن هم هؤلاء الربانيون، ولماذا حصرهم النبي صلى الله عليه وآله باثني عشر..؟! إلى آخر الأسئلة. وقد بحثناه في كتاب آيات الغدير.
16 - تعظيم معاوية لجهازه الإداري وإعطائه الحصانة!
لا يتسع الكتاب لنعقد فصلا لسياسة معاوية المالية، وآخر لأسلوبه الإداري، ونكتفي فيما يلي بذكر قاعدة أموية كلية تعطي لموظفيه وعماله حق الحصانة من المسلمين، وتحرم الإقتصاص والقود منهم! فقد روى الطبري في تاريخه: 4 / 222، أن والي معاوية على البصرة خطب في المسجد فاعترض عليه رجل من بني ضبة ورماه بحصى صغار علامة معارضته، فأمر أن تقطع يده فقطعت، فذهب الضبيون إلى الشام واشتكوا إلى معاوية (فقالوا يا أمير المؤمنين إنه قطع صاحبنا ظلما وهذا كتابه إليك، وقرأ الكتاب فقال: أما القود من عمالي فلا يصح ولا سبيل إليه! ولكن إن شئتم وديت صاحبكم، قالوا وده، فوداه من بيت المال). (ونهاية ابن كثير: 8 / 77، والمنتظم: 5 / 278 وغيرها).
والمسألة سهلة عند فقهاء السلطة فإن معاوية اجتهد بأن القود من عماله يضعف الدولة ويذهب بهيبتها، فحكم على عماله إن قتلوا أحدا من المسلمين أو قطعوا منه عضوا، أن يعطوا الدية بدل القصاص منهم!
ثم انتبه هؤلاء الفقهاء إلى أن الأساس الذي قامت عليه حركة معاوية، هو مطالبته بالقصاص والقود من قتلة عثمان! فاخترعوا الحل لذلك، فعثمان خليفة وله حق الحصانة عما ارتكبه هو وعماله، فيجب القود من قاتليه، وقد اجتهد معاوية بتقديم القود على البيعة لعلي! قال ابن حزم في الفصل: 4 / 124: (ولم ينكر معاوية قط فضل علي واستحقاقه الخلافة، لكن اجتهاده أداه إلى أن رأي تقديم