يمنعك من ابنك عبد الله؟ فقال له: ويلك والله ما أردت الله بذلك، كيف أستخلف رجلا لم يحسن أن يطلق امرأته؟! فقيل له: فألا أدخلت فيهم العباس؟ فقال: العباس طليق، وهذا أمر لا يصلح لطليق). انتهى.
الأمة الإسلامية مكونة من درجة أولى وثانية نعم، فدخول الطلقاء والعتقاء في الأمة، هو مقتضى قبول النبي صلى الله عليه وآله إسلام من نطق بالشهادتين. وخروجهم من عضويتها الكاملة صريح النص النبوي الذي حدد حيز الأمة ودائرتها الأولى بالمهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، وأخرج منها طلقاء مكة وعتقاء ثقيف وذرياتهم، فجعلهم درجة ثانية.
أما الأحكام المترتبة على ذلك، ومنها ما أعلنه عمر بن الخطاب من تحريم حكمهم للأمة! ومنها إعطاؤهم من ميزانية المؤلفة قلوبهم، وحرمانهم من العطاءات الخاصة بأمة النبي صلى الله عليه وآله. وهما قراران سياسي واقتصادي تتفرع منهما أحكام كثيرة، لا يتسع المجال لبحثها.
ولا تسأل لماذا لم يعلن علماء الخلافة القرشية هذا الحديث الخطير، ولم يدون فقهاؤهم أحكامه! فهل تتوقع من الذين بنوا حياتهم على شرعية حكومات وألفوا لها كتبهم، أن يعترفوا بأن أساسها باطل عاطل؟!
نعم يمكنك أن تجد الجرأة في عصرنا عند البعض النادر كالدكتور حسن بن فرحان المالكي حيث اعترف بهذه الحقيقة في كتابه الصحبة والصحابة / 33، فقال في تفسير قوله تعالى: إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شئ حتى يهاجروا... (الأنفال: 72). قال: (هذه السورة فيها فوائد عظيمة: الأولى: إثبات ولاية المهاجرين مع الأنصار فقط وهذا ما يفسره الحديث