الله (ص) فرأت أبا سفيان فشكت إليه، فرجع معها إليه وقال: ألطميه قبحه الله فلطمته! فقال: أدركتكم المنافية يا أبا سفيان)! انتهى.
وهكذا انسجم أبو سفيان مع خلافة أبي بكر وعمر لأنهما فتحا عليه باب الدنيا، ونشط مع أولاده لتثبيت نفوذهم في المناصب التي بأيديهم، وأعينهم طامحة إلى الخلافة، فهي حق طبيعي لهم برأيهم بعد أن سلبت من بني عمهم بني هاشم، فيجب عليهم استعادتها من تيم وعدي، أرذل حيين في قريش حسب تعبيره!
وأخيرا قرت عيون أبي سفيان بسيطرته على خلافة النبي صلى الله عليه وآله!
وعاش أبو سفيان حتى قرت عيناه العمياوان! فقد رأى قيادة قريش وكل أمة محمد صلى الله عليه وآله تقع في يد بني أمية! وبذلك انتهت برأيه فترة النشاز السوداء من زعامة القبائل الصغيرة الرذلة وهي ثلاث فترات: زعامة بني سهم بشخص سهيل بن عمرو في مكة، وبني تيم وعدي بشخصي أبي بكر وعمر في المدينة!
أما زعامة بني هاشم بشخص النبي صلى الله عليه وآله فموقف أبي سفيان منها معروف، لكنه يسكت عنها لأنها جاءت لقريش بدولة وفتوحات!
ولا بد أن نعرف ماذا أو من الذي استطاع أن يقنع عمر أن يوصي بالخلافة إلى بني أمية هل هي فكرة من عنده، أم هو أبو سفيان، أم حلفاؤه المحبون أحبار اليهود، فقد عهد عمر بالخلافة شكليا إلى ستة: علي عليه السلام من بني هاشم، وعثمان من بني أمية، وابن عوف وابن وقاص من بني زهرة، وطلحة من بني عدي، والزبير من بني أسد عبد العزى. لكنه أراد أن يضمنها لبني أمية مئة بالمئة، فأعطى حق النقض لابن عوف، وهو لا يتقدم على عثمان، لأن عثمان أموي وهو زهري، وعثمان أكبر منه سنا، وهو صهر عثمان، فزوجته أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أخت عثمان من أمه!