إلى آخر الأبيات، وفيها تذكير لمعاوية ببدر وأحد والخندق وفتح مكة)!
أقول: والرواية طويلة، تكشف عن بصيرة الأنصار في قريش وبني أمية! وقد تضمنت مفاوضاتهم مع معاوية، وقد ركزوا في اليوم التالي على قتله، ووصلوا في هجومهم إلى مركز قيادته وقتل قيس بن سعد شخصا تصور أنه معاوية! ولو أن الأنصار لم يضعفوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ووفوا ببيعتهم له في العقبة على أن يحموا أهل بيته عليهم السلام كما يحمون أنفسهم وذراريهم ولا ينازعوا الأمر أهله لتغير تاريخ الإسلام والعالم! لكن كل إنسان ميسر لما خلق له ولله أمر هو بالغه!
5 - سكوت معاوية عن حاخام اتهم النبي صلى الله عليه وآله بالغدر!
كان الحاخام كعب بن الأشرف رئيس يهود بني النضير عدوا لدودا للنبي صلى الله عليه وآله وقد تحمل النبي صلى الله عليه وآله والمسلمون أذاه، لأنه دخل في عهد المواطنة الذي عقده النبي صلى الله عليه وآله عند قدومه إلى المدينة بين أهل المدينة واليهود.
ولم يكتف كعب بإتصالاته المستمرة مع أبي سفيان، فكان يهجو النبي صلى الله عليه وآله بالشعر! بل خطط لقتله صلى الله عليه وآله فدعاه إلى بيته فأخبر الله نبيه صلى الله عليه وآله بذلك وأنجاه!
ثم أمعن كعب في عدائه فذهب في وفد من أربعين راكبا أو أكثر من حاخامات اليهود ورؤسائهم إلى مكة، ونزلوا في بيت صديقهم أبي سفيان، وتحالفوا معه ومع رؤساء قريش على قتال النبي صلى الله عليه وآله في حملة الأحزاب! وبذلك نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وآله وأعلنوا عليه الحرب! فبادر بعد هزيمة الأحزاب إلى تأديبهم ومحاصرة حصونهم فخافوا وطلبوا تجديد عهد المواطنة فجدده لهم!
قال المفيد رحمه الله في الإرشاد: 1 / 57: (لما توجه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بني النضير عمل على حصارهم، فضرب قبته في أقصى بني حطمة من البطحاء. فلما أقبل الليل