إمام الدعاة إلى النار، وصدقت فيه نبوءته، فخرج على إمامه الشرعي وشق عصا المسلمين، وسبب في معركة صفين وحدها قتل خمسة وسبعين ألفا! فجعلوه مجتهدا مثابا في دعوة المسلمين إلى النار وسفكه لدمائهم!
وانظر إلى ابن حجر كيف يميع الحديث ويطمس وصف النبي صلى الله عليه وآله لمعاوية وفئته بأنهم دعاة إلى النار، فيقول في الفتح: 1 / 451: (فإن قيل: كان قتله (عمار) بصفين وهو مع علي والذين قتلوه مع معاوية وكان معه جماعة من الصحابة، فكيف يجوز عليهم الدعاء إلى النار؟ فالجواب: أنهم كانوا ظانين أنهم يدعون إلى الجنة وهم مجتهدون لا لوم عليهم في اتباع ظنونهم). ثم يقول في: 6 / 456: (وفي قوله (ص) تقتل عمارا الفئة الباغية، دلالة واضحة على أن عليا ومن معه كانوا على الحق، وأن من قاتلهم كانوا مخطئين في تأويلهم. والله أعلم). ثم يقول في: 13 / 58: (وقد ثبت أن من قاتل عليا كانوا بغاة. وهؤلاء (علماؤهم) مع هذا التصويب متفقون على أنه لا يذم واحد من هؤلاء، بل يقولون اجتهدوا فأخطأوا). انتهى.
إنهم يتلاعبون بالنص النبوي والقرآني ليجعلوا أئمة الدعاة إلى النار أصحاب نية حسنة، ويجعلوا دعوتهم إلى جهنم وقتلهم خيار خلق الله تعالى، قربة تقربهم إلى الله تعالى! فماذا يبقون من موازين الإسلام، وأصول تفسير قرآنه وسنته؟!
صححوا حديث: الملك العضوض وقالوا: معاوية عضوض وخليفة!
كما صححوا أحاديث أن الخلافة في هذه الأمة ثلاثون سنة فقط، وبعدها ملك عضوض! وهذا نص في عدم شرعية حكم معاوية، وأنه حكم جائر يعض المسلمين كالكلب ! لكنهم جعلوه حكما إسلاميا عادلا وخلافة شرعية!
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة: 1 / 742، عن حديث: (خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء... (رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي،