في ضلوع الجواد وهو على ظهره لم يقدر أن يتحرك لأنه مزرر في ظهر الجواد بزنانير إلى سرجه، فنظر المسلمون إلى ضرار وقد أسرع اليه مثل الظبية حتى وصل اليه وضربه بسيفه على هامته فشطرها نصفين وأخذ سلبه، فأتاه مالك وقال: ما هذا يا ضرار تشاركني في صيدي؟! فقال ما أنا بشريكك وإنما أنا صاحب السلب وهو لي، فقال مالك: أنا قتلت جواده! فقال ضرار: رب ساع لقاعد، آكل غير حامل! فتبسم مالك وقال: خذ صيدك هنأك الله به! قال ضرار: إنما أنا مازح في كلامي، خذه إليك فوالله ما آخذ منه شيئا وهو لك وأنت أحق به مني. ثم انتزع سلب العلج وحمله على عاتقه وما كاد أن يمشي به وهو يتصبب عرقا. قال زهير بن عابد ولقد رأيته وهو يسير به وهو راجل ومالك فارس حتى طرحه في رحل مالك! فقال أبو عبيدة: بأبي وأمي والله قوم وهبوا أنفسهم لله وما يريدون الدنيا). انتهى.
أقول: لا أظن أن ضرار بن الأزور طان حيا في معركة اليرموك، ولو كان فغرض الرواية التغطية على هزيمته، وأن تجعله شريكا لمالك الأشتر، فضرار هذا من أتباع السلطة، وهو قاتل مالك بن نويرة رحمه الله وكان مدمن خمر حتى شكاه أبو عبيدة إلى عمر (الطبري: 3 / 191، وتاريخ دمشق: 24 / 390) وكان في مهمة في حي من قومه بني أسد فرأى عروسا جميلة تزف إلى زوجها فغصبها! فكتب عمر إلى خالد بن الوليد أن يرجمه فوصل الكتاب بعد وفاة ضرار، ففرح بذلك خالد! (مجموع النووي: 19 / 338، وسنن البيهقي: 9 / 104، وتاريخ البخاري: 4 / 338، والجرح والتعديل: 4 / 464، وتاريخ دمشق: 24 / 388، وقد وثق في مجمع الزوائد: 6 / 221، رواية قتله لمالك بن نويرة رحمه الله، وبحث ذلك في النص والاجتهاد / 121).
* *