هذا الجيش أقتل عدوك ذاهبا وراجعا، لم ينكب رجل منهم نكبة! فقال معاوية: الله فعل ذلك لا أنت! وكان الذي قتل بسر في وجهه ذاهبا وراجعا ثلاثين ألفا، وحرق قوما بالنار)! انتهى. وتقدم الكلام عن هذه الغارة التي اتفق المؤرخون والمحدثون على أن معاوية أمر قائدها بأن يقتل كل من كان على دين علي عليه السلام فأغار على أطراف العراق والحجاز واليمن، وقتل ألوفا كثيرة وخرب وحرق، وذبح بيده على درج صنعاء طفلين لحاكم اليمن عبيد الله بن العباس. وسبى نساء مسلمات وباعهن في السوق (نهاية الإرب / 4419)! فمعاوية يقول له إن الذي قتل وحرق البيوت والناس والحقول هو الله تعالى لا أنت! لأن معاوية خليفة الله فقوله وفعله قول الله وفعله! تعالى الله عما يصفون!
الطبري يعترف بأنه سجل رأي السلطة وغيب رأي أبي ذر!
قال في تاريخه: 3 / 335: (وفي هذه السنة أعني سنة 30، كان ما ذكر من أمر أبي ذر ومعاوية، وإشخاص معاوية إياه من الشام إلى المدينة، وقد ذكر في سبب إشخاصه إياه منها إليها أمور كثيرة، كرهت ذكر أكثرها!
فأما العاذرون معاوية في ذلك، فإنهم ذكروا في ذلك قصة، كتب إلي بها إلي السري يذكر أن شعيبا حدثه عن سيف عن عطية عن يزيد الفقعسي قال: لما ورد ابن السوداء الشام لقي أبا ذر فقال يا أبا ذر ألا تعجب إلى معاوية يقول: المال مال الله! ألا إن كان كل شئ لله كأنه يريد أن يحتجنه دون المسلمين ويمحو اسم المسلمين، فأتاه أبو ذر فقال: ما يدعوك إلى أن تسمى مال المسلمين مال الله؟ قال: يرحمك الله يا أبا ذر، ألسنا عباد الله والمال ماله والخلق خلقه والأمر أمره؟! قال: فلا تقله. قال: فإني لا أقول إنه ليس لله، ولكن سأقول مال المسلمين! قال وأتى ابن السوداء أبا الدرداء فقال له من أنت أظنك والله يهوديا