فجعل يقلب ذراعيه كأنهما عسيبا نخل وهو يقول: هل الدنيا إلا ما ذقنا وجربنا)!
وأصيب بالنفاثات والهلوسة باسم علي عليه السلام وحجر وعمرو!
روى الطبري في تاريخه: 4 / 241، أن معاوية في مرضه (كان به النفاثات).
وفي فيض القدير: 3 / 142: (النفاثات في العقد: النفوس أو الجماعات السواحر اللاتي يعقدن عقدا في خيوط وينفثن عليها ويرقين، والنفث النفخ مع ريق).
وفي مجمع البيان: 10 / 493: (ومن شر النفاثات في العقد، معناه: ومن شر النساء الساحرات اللاتي ينفثن في العقد، عن الحسن وقتادة. وإنما أمر بالتعوذ من شر السحرة لإيهامهم أنهم يمرضون ويصحون ويفعلون شيئا من النفع والضرر والخير والشر. وعامة الناس يصدقونهم، فيعظم بذلك الضرر في الدين، ولأنهم يوهمون أنهم يخدمون الجن ويعلمون الغيب، وذلك فساد في الدين ظاهر. فلأجل هذا الضرر أمر بالتعوذ من شرهم). انتهى. فمعنى رواية الطبري أن معاوية أصيب بالهذيان فقالوا إنه من فعل السحر والنفاثات!
ورووا أن عقدة الذنب ظهرت في معاوية لغصبه حق علي عليه السلام، وقتله حجرا بلا سبب، فكأنه كان يرى أرواحهم وأشباحهم تطارده!
ففي تاريخ دمشق: 12 / 231، أنه كان يقول: (ما قتلت أحدا إلا وأنا أعلم فيم قتلته إلا حجر بن عدي). (ورواه في بغية الطلب: 5 / 2127، وفيض القدير: 4 / 166).
وقال ابن كثير في النهاية: 8 / 57: (وروى ابن جرير أن معاوية جعل يغرغر بالموت وهو يقول: إن يومي بك يا حجر بن عدي لطويل، قالها ثلاثا. فالله أعلم). انتهى.
ويقصد ما رواه ابن جرير الطبري في تاريخه: 4 / 191: (فلقيت عائشة أم المؤمنين معاوية، قال مخلد أظنه بمكة، فقالت: يا معاوية أين كان حلمك عن حجر؟ فقال لها: يا أم المؤمنين لم يحضرني رشيد! قال ابن سيرين: فبلغنا أنه لما حضرته